خلال عام واحد.. 8 آلاف انتهاك حوثي للعملية التعليمية في صنعاء
مرصد مينا – اليمن
كشف مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة اليمنية صنعاء، في تقرير له، ارتكاب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، 8140 انتهاكاً بحق قطاع التعليم في أمانة العاصمة وحدها، خلال عام واحد فقط، مشيراً الى أن الانتهاكات تنوعت بين القتل والوفاة تحت التعذيب، وعمليات الفصل والتعسف الوظيفي بحق المعلمين وتغيير المناهج وخصخصة المدارس وفعاليات وأنشطة التعليم.
وبحسب التقرير فإن 20 ألفاً و142 تربوي تركوا منازلهم ومدارسهم في مناطق سيطرة الحوثيين، واضطروا للنزوح منها نحو المناطق المحررة أو إلى خارج اليمن.
في سياق متصل، وثقت نقابة المعلمين اليمنيين، مطلع الشهر الحالي، مقتل 1579 شخصا ،وإصابة 2642 أخرين من المعلمين والعاملين في السلك التربوي والتعليمي باليمن ككل، منذ اندلاع الحرب في البلاد قبل نحو 6 سنوات، جراء انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية.
إلى جانب ذلك، قال المسؤول الإعلامي في نقابة المعلمين اليمنيين “يحيى اليناعي”: “81 من القتلى التربويين هم من مديري المدارس والإداريين، فيما البقية البالغ عددهم 1499 قتيلا من فئة المعلمين”، مشيراً الى أن النقابة وثقت 14 حالة وفاة لتربويين ماتوا تحت التعذيب في أقبية سجون الحوثي بمحافظات صنعاء والحديدة وحجة وصعدة.
كما لفت “اليناعي” إلى أن 2642 تربوي تعرضوا لإصابات مختلفة بنيران جماعة الحوثي، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة، وأن عدد الجرحى من الإداريين التربويين بلغ 127، في حين يقدر عدد المعلمين المصابين 2515 معلما.
تزامناً، وثقت النقابة 621 حالة لتربويين قامت مليشيا الحوثي باعتقالهم وإخفاء 36 منهم قسريا، في حين أشارت الإحصائيات المتوفرة إلى أن محافظة الحديدة كان لها الحصة الأكبر من عدد التربويين المحتجزين بواقع 126 معتقلا، تليها ذمار بعدد 113، ثم أمانة العاصمة صنعاء بـ98، حسب تقرير النقابة.
وفي وقت سابق، كان فريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين لرصد حالة حقوق الإنسان في اليمن، قد اتهم ميليشيا الحوثي بعسكرة المدارس في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وإجبار المدرسين على تلقين الطلاب شعاراتها، وتحريضهم على الالتحاق بجبهات القتال.
كما شدد تقرير الخبراء على أنه منذ مايو 2015 وحتى يونيو 2020، تلاعب مسؤولو وزارة التربية والتعليم والمعلمون المتطوعون التابعون للميليشيات الحوثية، بالعملية التعليمية بطريقة استراتيجية وواسعة النطاق كجزء من جهود تجنيد الأطفال، كاشفا عن تجنيد المئات من الفتيات والفتيان في ميليشيات الحوثي بمحافظات صعدة وصنعاء وتعز وذمار وعمران وإب.
في ذات السياق، أشار التقرير إلى أن نزوح المدرسين ترك فجوة ملأها الحوثيون بتعيين معلمين ومديرين متطوعين موالين لهم، والذين لعبوا دوراٍ كبيراً في تعزيز جهود الحوثيين لتلقين الطلاب وتجنيدهم من المدارس، على حد وصف التقرير، الذي استند على وثائق رسمية تم الكشف عنها عام 2020، والتي تشير إلى أن إحد المدن شهدت استبدال ما يقرب من 20 بالمائة من جميع المعلمين الأساسيين بمتطوعين حوثيين.
التقرير أكد أيضا أن مصادر ووثائق سرية، كشفت 222 حالة استخدام عسكري لمدارس من قبل الحوثيين، بما في ذلك 21 مدرسة تستخدم خصيصا للتجنيد والدعاية، بالإضافة إلى تدريب الفتيان والفتيات على منهجيات القتال وتجميع وتفكيك الأسلحة.