دراسة جديدة تكشف تأثيرات غير متوقعة للقهوة على حجم المادة الرمادية في الدماغ

مرصد مينا
فجرت دراسة جديدة مفاجأة غير متوقعة بشأن تأثير استهلاك القهوة اليومي على الدماغ ، حيث كشفت أن تناول الكافيين الموجود في البن بشكل منتظم قد يقلل من حجم المادة الرمادية في الدماغ البشري.
ورغم أن نتائج الدراسة لم تشير إلى تأثير سلبي مباشر على الدماغ، إلا أن العلماء لاحظوا أن هذا التأثير قد يعكس نوعاً من التحفيز المؤقت للمرونة العصبية، ما يستدعي المزيد من التحقيقات.
المادة الرمادية هي مكون أساسي في الدماغ، وتشمل أجسام الخلايا العصبية والمشابك العصبية، في حين أن المادة البيضاء هي المسارات التي تربط هذه الخلايا.
ووفقاً لدراسة نُشرت مؤخراً في مجلة “Cerebral Cortex” (مجلة علمية متخصصة في علوم الأعصاب تصدرها دار نشر جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة)، يعتبر الكافيين من العوامل التي قد تؤدي إلى انخفاض حجم المادة الرمادية، رغم وجود أبحاث أخرى تشير إلى تأثيراته الوقائية التي قد تبطئ التدهور المعرفي المرتبط بأمراض مثل الزهايمر وباركنسون.
وتوجهت الدراسة التي أُجريت عام 2021 للتحقيق في تأثير الكافيين على حجم المادة الرمادية لدى الأفراد الأصحاء، وركزت بشكل خاص على العلاقة بين الكافيين واضطرابات النوم، حيث قد يؤدي الحرمان من النوم إلى انخفاض في حجم المادة الرمادية.
ومع ذلك، أظهرت النتائج أن تأثير الكافيين لم يرتبط باضطرابات النوم، بل قد يكون تأثيراً جانبياً فريداً لمادة الكافيين نفسها.
وأشار الباحثون إلى أن الكافيين يؤثر بشكل خاص على منطقة الفص الصدغي الإنسي الأيمن من الدماغ، التي تلعب دوراً مهماً في عمليات الذاكرة والإدراك المكاني.
جدير بالذكر أن دراسات سابقة على الفئران أظهرت تغييرات جزيئية ملحوظة في هذه المنطقة بعد استهلاك الكافيين المزمن.
وبالرغم من هذه التغييرات، أكدت الباحثة كارولين رايخرت من جامعة بازل أن هذه التغيرات في المادة الرمادية تبدو مؤقتة، مع سرعة تعافي الدماغ بمجرد التوقف عن استهلاك الكافيين.
كما أكدت أن هذه النتائج لا تعني أن الكافيين يضر بالأداء الإدراكي، إذ توجد أبحاث أخرى تدعم الفوائد العصبية للكافيين، خصوصاً في حماية الأعصاب لدى كبار السن.