fbpx
أخر الأخبار

دفاعاً عن الثور الأسود

كل المؤشرات تقول بأنه “شاهد ماشفش حاجة”، وكل التحقيقات المعلنة لم تقل بأن مسؤوليته عن انفجار مرفأ بيروت لاتزيد عن “إهمال وظيفي”، وكل الأحاديث السابقة للانفجار (أو التفجير) كانت تحسبه على حزب الله، ويوم استدعاه المحقق الجنائي ربما لمجرد السؤال، رفض المثول أمام القضاء حماية لهيبة الرئاسة الثالثة في لبنان.

أكثر من ذلك، ذهب الرؤساء السابقون عليه إلى التضامن معه، حتى بدا سعد الحريري وكأنما أم الصبي في دفاعه غير المشروط عن حسان ذياب، حتى أنه زاره في السراي الحكومي، ليثبّت من عزيمة سميّه في اللقب.

حدث كهذا يطرح مجموعة من علامات التعجب بعد وضعها خلف علامات الاستفهام:

ـ ما العيب في أن يمثل رئيس وزارة أمام القضاء سواء كان متهمًا أو شاهدًا؟

ـ ما الذي حرّك رؤساء الوزارة السابقون لكل هذا التضامن مع خصم الأمس ولهم مالهم من النداءات الصارخة التي تقول باحترام سيادة واستقلالية القضاء؟

لا.. اكثر من ذلك رفع نبيه بري صوته مطالبًا بـ “كفّ البحث” عن دولة الرئيس، وهو الخصم اللدود لللرئيس؟

كل ذلك حفاظًا على هيبة الموقع الذي لايجب أن يمس أو يطال أو يخضع لسلطة القانون.

لم يحدث ذلك يوم اغتيال رفيق الحريري، فيوم كان اغتياله وقف الجميع بمن فيهم رئيس الدولة أمام المحقق الدولي ديتلف ميلس مطأطؤ الرؤوس.. ربما لأن “الفرنجي برنجي” حسب المثل اللبناني.

واليوم؟

يحدث ذلك في خطوة استباقية، فالمحقق القاضي صوّان مشهود له بالعناد، وفي أوراق الادعاء مجموعة من الأسماء تطال الكثيرين ممن عملوا في الوزارات السابقة بدءًا من 2013 يوم دخلت شحنة النيترات مرفأ بيروت، ولهذا معنى واحد، أن الثيران السوداء والبيضاء، ستستدعى، مايعني أن رؤساء الوزارات السابقين على حسان دياب سيكونون عرضة لأن يؤكلون، والقاعدة الذهبية تقول:

ـ أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض.

ولذلك يقومون بالاستعراض الاستباقي لتعطيل القضاء، وفي قضية ليست أقل كارثية من حرب واسعة شنت على لبنان، ضحاياها بالمئات ومحصلة خرابها لاتقل عن حرب محدودة، ولكنها حرب بكل الحسابات.

مايحدث في لبنان سيقول لنا، بأن تحالف الفساد يعلو على أي تحالف، فالصراعات كل الصراعات ستكون ثانوية بين المتصارعين، حين يكون الفاسدين كل الفاسدين تحت مطرقة الحساب والعقاب.

هذا ليس على صعيد حكومي محدود.. لا هذا على مستوى دول وأنظمة متشابهة، تتوحد كلمتها حين يتصل الأمر بالناس، والشعوب، ليلتقي خصوم الأمس بمواجهة شعوب اليوم، وهذا درس بالغ الأهمية يستدعي التأمل الطويل ويتجاوز في حدوده حدود الحدث، ليصل الى القاعدة، فالقاعدة أن تحالف الفساد أقوى بما لايقاس من الحق.

الحق مسألة ثانوية بما لايقبل التحليل والتأويل امام وحدة المصالح ووحدة الفساد.

ـ يافاسدي العالم اتحدوا.

يحدث اليوم في كل مكان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى