دمشق من “الحبس” إلى الاحتباس والاسكندرية الى الغرق
ينبئنا رئيس وزراء بريطانيا بأن مدن ستغرق ناتج الانحباس الحراري، ويسمي بوريس جونسون الاسكندرية من بين المدن المهددة بالغرق، ما يعني أن أجمل مدن المتوسط ستشهد تلك القيامة الفظيعة ومعها ستغرق رقصات السمسمية، ولا من يعيد لسيد درويش مدينته.
يقولها بوريس جونسون وهو يتراقص على منصة مؤتمر البيئة من بين مجموعة من المتراقصين أبرزهم جو بايدن الرئيس الأمريكي الذي أدركه النوم على مقعده، فيما الرئيس التركي يتغيب لأسباب “أمنية” حسب زعمه، أما شراكة فلاديمير بوتين في المؤتمر فاقتصرت على بث عبر النيت، أدون نسيان أن الرئيس الصيني لم يغادر عاصمته، مع أن دولته الممتدة، ستكون من اكبر المساهمين في الانحباس الحراري بالإضافة إلى الولايات المتحدة التي تنافسها لا في الانحباس الحراري فحسب، بل بإحذية أديداس وقد انتقلت صناعاتها الى بكين بعد أن أضاف اليها الصينيون أعشاب صينية لتعطير قدم المستهلك، وهكذا يأتينا التهديد بالقيامة، بعد ذوبان الجليد والثلوج وبالنتيجة تُصبح المناطق الساحليّة مهددةً بخطر الغرق والفيضانات، وقد تسمح زيادة المياه الراكدة بانتشار الأمراض التي تنتشر عن طريق الحشرات . و… ستكون الاسكندرية من المدن الغارقة.
يعني.. الأمريكان والصينيون وسواهما من دول النشوة الصناعية يأكلون الحصرم فيما سنضرس نحن فقراء العالم الثالث وستغرق مدننا بعد أن يذوب الثلج ويبان (الـ .. خ)، وكنا قد غرقنا في الحروب الأهلية، وفساد الأنظمة، ومهام الجيوش التي تشتغل خارج تثكاتها فتغزو بدباباتها مدننا لتدمر خرابها وتحيله الى خراب مضاعف، وثمة دراسة إذا لم تكن كافية لتفجير الخواصر من الضحك، فلابد وأن تكفي الإنسان ليعتبرها نكتة، والدراسة صادرة عن باحثين في الأكاديمة الأمريكية للعلوم.
ـ ما الذي تقوله الدراسة؟
تقول “مستوى الجفاف القياسي الذي عرفته سوريا ما بين 2007 ساهم بشكل كبير في اندلاع النزاع المسلح في هذا البلد” و تضيف “النظام السوري لم يعمل على مساندة المتضررين من هذا الجفاف”.
من يقرأ الدراسة إياها سيلعن الاحتباس الحراري، ويدعو جماهير سوريا بدءًا من ساحة الساعة في حمص، وصولاً لدرعا البلد أن يهتفو:
ـ الشعب يريد إسقاط الاحتباس الحراري.
أما عاطف نجيب فليس سوى واحد من ملاحق الاحتباس الحراري، وكذا حال (13) فرعًا أمنيًا تتسع لمدينة من المساجين، الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود، وقلة هم أولئك الذين خرجوا مولودين.
مع ذلك فليس من العقل ولا المنطق إغفال أن البلد لا يتلقى من نتائج الحضارة والتكنولوجيا سوى “الاحتباس الحراري ” وحده، ليضاف الاحتباس الى “الحبس” ويجتاح الجفاف المنطقة الممتدة من شمال سوريا إلى بعض أجزاء تركيا والعراق حيث بدأت الزراعة وتربية المواشي قبل نحو 12 ألف عام. وشهدت هذه المنطقة على الدوام تغيرات مناخية طبيعية.
كل ذلك و “المناشير” تفتك بالأشجار والعشوائيات تأكل الغابات، والغوطة قد باتت صحراء، فيما مشمشها مايزال عالقًا في الذاكرة ليحوم حوله الذباب.
نخاف على الاسكندرية أي نعم.
ونبكي دمشق الغارقة .. أي نعم أيضًا .. احتباس وحبس.
تلك هي القيامة بعينها.