أخر الأخبار

دونالد الشتّام

زاوية مينا

ما من سيرة علمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتجاوز بضع كلمات ” حصل على درجة البكالوريوس من جامعة وارتون في فوكس تشابل، ولم يكن له تأثير في مجال الأبحاث الأكاديمية أو العلوم الأخرى”.

ما يعني أنه كان طالباً من بين مجاميع، وها هو اليوم ليس رئيساً للولايات المتحدة، بل واحداً ممن يمسكون صنبور مياه العالم فيعطّشون أمماً ويسقون أمماً، وأكثر من ذلك يطلقون توصيفات على أكبر المؤسسات العلمية في هذا العالم وصولاً لوصف جامعة هارفارد بـ “التافهة”، وهي الجامعة التي بلغ عمرها عمر الولايات المتحدة، ذلك أنها تأسست في عام 1636.

أما خريجوها فيمتدون من رؤساء لاحقين للولايات المتحدة إلى نجوم فلسفة وعلوم، وها هي سيرة الجامعة تقول أن من بين خريجيها باراك أوباما، وجون كيندي، أما عن الشخصيات الفلسفية والعلمية فكان من نصيبها الشاعر والفيلسوف رالف والدو امرسو، وعالم الفيزياء تيموثي ليري عالم الفيزياء صاحب الشهرة، وربما سيكون لهارفارد أهمية بالغة حين نعلم بأن تيودور روزفلت هو من خريجي هذه الجامعة، ومن المهم كذلك أن نعلم أن ميزانية البحث العلمي والأبحاث الأكثر تميزاً فيها تبلغ 1,5مليار دولار سنوياً، ومع ذلك يصفها دونالد ترامب بـ الجامعة التافهة، أما لماذا هي تافهة، فهنا السؤال:

ـ لأن طلبتها تضامنوا مع غزة.

ذلك هو العنوان، لكنه ومن قبل وقائع وأحداث غزة كان قد أطلق تغريدة على تويتر (عام 2011) هاجم فيها هارفارد وحط من شأنها، وهذا يعني أن للرجل موقفاً من هذه الجامعة، أما الموقف فيتلخص أن:

ـ عليه أن يشتم أحداً، أحد ما، جامعة، شخص، مؤسسة، ومن أشهر المشتومين:

ـ جو بايدن، وقد وصفه بـ “جو النعسان، وشكك بقدراته العقلية قائلاً “إنه لا يعرف أين هو”، ما يرادفها بالعربية “لا يعرف كوعو من بوعو”..

ـ هيلاري كلينتون، ووصفها بـ “هيلاري الفاسدة”، وادعى أنها كاذبة بالفطرة، ثم وصفها بـ “باراك أوباما”، ثم وصف باراك أوباما بـ “المشكوك بأصله”.
ـ نانسي بيلوسي ووصفها بـ “نانسي المجنونة”، وبـ “الكاذبة”.

أما عن جون ماكين فقال عنه ” أنا أفضّل الأبطال الذين لم يؤسروا”، وكان جون ماكين قد أسر في الحرب الفيتنامية.
كل هؤلاء كان قد شتمهم أما الذين امتدحهم فكانوا:

ـ فلاديمير بوتين، فهو عند ترامب “قائد ذكي وقوي جدا، فيما وصف رجب طيب أردوغان بـ “رجل قوي ويحكم بقوة” وأضاف “يحظى باحترام داخل بلده وخارجها”، أما عن بنيامين نتنياهو فـ “بيبي صديقي المقرّب، رجل عظيم وقائد قوي”.

وكانت الأمثال الشعبية باللغة العربية تقول “نزّل ابنك الى الشارع واعرف من يرافق”، فهذا دونالد ترامب، وأولئك خصومه، وهؤلاء “حبايب القلب”، والمتتبعون لسيرة الثلاثة الذين امتدحهم يعرفون المساحات المشتركة ما بين كل منهم ودونالد ترامب، إنه:

ـ الدكتاتور.

ثمة دكتاتور في كل من هؤلاء.. دكتاتور ضئيل ينتعش، ثم تطفئه الديمقراطيات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى