“ذئاب في ثوب حملان”.. الاستخبارات الألمانية تحذر من خطر الإخوان المسلمين
مرصد مينا – المانيا
اصدرت الاستخبارات الالمانية تقريرا يحذر من خطر انتشار التنظيمات المتطرفة وخاصة الإخوان المسلمين في البلاد، مشيرا إلى أنهم يتبعون استراتيجية “الذئب في ثياب الحملان” وأن أغلب التنظميات الإرهابية في العالم خرجت من عباءة الإخوان.
وحول إخوان مصر، قال التقرير إن هؤلاء اتبعوا وبوضوح شديد استراتيجية “الذئب في ثياب الحملان”، معتبرا أن الإخوان ليسوا جزءا من نظام ديمقراطي، ولكنها تسعى لتأسيس نظام سياسي متطرف.
التقرير حذر من الإخوان في ألمانيا، لاسيما أن لديهم العديد من الفروع والمنظمات أى أنهم لا يعتبرون وحدة واحدة وفقط وإنما لديهم سيطرة كبيرة على عدد من المنظمات والجمعيات التي تخضع لسيطرتها مثل منظمة المجتمع الإسلامي الألماني.
التقرير الألماني أشار إلى أن الإخوان ينتشرون في أوروبا عن طريق عدد كبير أيضا من المنظمات مثل “اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا” ومقره بروكسل و”مجلس الفتوى الأوروبي”، وتضم الأولى عدة مساجد ومراكز ثقافية، فضلا عن التنسيق مع 100جمعية ومنظمة أخرى في البلاد في إطار شبكة الإخوان، مشيرا إلى ارتفاع عدد العناصر الرئيسية لتنظيم الإخوان في ألمانيا من 1350 في عام 2019 إلى 1450 في 2020.
وأضاف أن عدد القيادات في ولاية ساكسونيا فقط، ظل ثابتا عند 25 شخصا، لافتا إلى أن التنظيم يحاول تأسيس نظام سياسي واجتماعي وفقا لأيديولوجيتها المناهضة للدستور”.
التقرير بحسب “سكاي نيوز” أكد أن الأيدلوجية الخاصة بالإخوان لا تتوافق أبدا مع المبادئ التي يكفلها الدستور الألماني وأن الجماعة لا تهتم بإجراء انتخابات حرة، أو المساواة في المعاملة، وحرية التعبير والحرية الدينية.
بحسب “سكاي نيوز” يقول السياسي الألماني حسين خضر نائب رئيس مجلس الاندماج وعضو مجلس محلي هيدنهاوزن، شمال الراين فيستفاليا، إن السلطات الألمانية تتعامل مع الإخوان باعتبارها أخطر من تنظيمي “داعش” و”القاعدة”، موضحا أن الجماعة تشبه إلى حد الخلايا السرطانية التي تنتشر وتتوغل في سرية تامة ولا أحد يعلم عنهم شيء إلا بعد تمكنهم من جزء كبير من مفاصل الدولة.
السياسي الألماني من أصل مصري أوضح أن الحكومة والسلطات الألمانية وضعت استراتيجة شاملة لمواجهة انتشار التنظيم وتوغله في المجتمع الألماني، بدء تطبيقها منذ فترة وتعتمد على عدة محاور أهما المواجهة الأمنية والرقابة الصارمة على الجمعيات والمؤسسات وتجفيف مصادر التمويل.
ويتوقع خضر أن تشهد الفترة المقبلة إغلاق عدد من الجميعات والمنظمات التي تمثل بؤر لانتشار التنظيم وتوغله وأيضا هي جزء هام من مصادر تمويله عن طريق جمع التبرعات وعمليات غسيل الأموال، بالمخالفة للقانون أو التحايل عليه وهو ما تسعى السلطات لكشفه والتعامل معه خلال الفترة المقبلة.
خضر قال إن الأجهزة الأمنية كثفت عملياتها خلال الفترة الماضية لتتبع عناصر التنظيم ومراقبة نشاطهم ومداهمتهم في أماكن تجمعهم، وكذلك حظر أي نشاط لهم، لافتاً إلى ظان التعديلات التي جرت على قانون الشرطة الالمانية مؤخرا سمحت للأجهزة الأمنية بمساحة أكبر للتحرك وملاحقة هذه العناصر، كما وضعت جميع المشتبه بهم تحت رقابة مشددة لتتبع مصادر تمويلهم ومنع وصولها للبلاد.
وأكد أن هناك العديد من التحركات الأوروبية لحظر نشاط الإخوان في عدة بلدان، لكن الإشكالية التي تواجه هذه التحركات هو عدم اندماج أعضاء التنظيم تحت كيان موحد باسم الجماعة، كما ينكر جميعهم أي انتماء تنظيمي للإخوان، وهو ما يصعب مهمة الأجهزة الأمنية في ضبط دليل واضح ضد هؤلاء الأشخاص، مشيرا إلى أن العمليات الأمنية تستغرق وقت طويل بوضعهم تحت المراقبة وتتبع نشاطهم وتمويلاتهم للتعامل مع الأمر بشكل قانوني تتمكن السلطات من خلاله بملاحقة هؤلاء الأفراد.