رددت مزاعم “ترامب”.. مجلس النواب الأمريكي يطرد نائبة جمهورية
مرصد مينا – أمريكا
طردّ مجلس النواب الأمريكي، نائبة جمهورية مؤيدة للرئيس السابق “دونالد ترامب”، من لجنتين نيابيتين، على خلفية إدلائها بتصريحات مؤيدة لنظريات تآمرية، بعد جدل استمر أسابيع وأحدث شرخا في صفوف الحزب الجمهوري.
ووافق مجلس النواب بأغلبية 230 صوتا، مقابل 100، على طرد النائبة عن ولاية جورجيا، “مارجوري تايلور غرين”، من لجنتي التربية والميزانية، في تصويت عكسّ إلى حد بعيد ميزان القوى الحزبية في المجلس.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فقد انضمّ 11 نائبا جمهوريا فقط إلى الأغلبية الديمقراطية في إدانة هذه النائبة التي أيّدت نظريات تآمرية تروّج لها حركة “كيو أنون” اليمينية المتطرفة، وردّدت مزاعم “ترامب” بأنّه فاز بالانتخابات الرئاسية وأنّ الديمقراطيين سرقوا الفوز منه وأدلت بتصريحات بدت فيها كأنّها تدعو إلى إعدام مسؤولين ديموقراطيين.
وجاء تصوّيت النواب على طرد “غرين”، بعد أن ألقت على مسامعهم خطابا كان أشبه بالندامة، حيث أكّدت فيه أنّها لم تعد تؤمن بنظريات المؤامرة وأعربت عن أسفها لما بدر منها قبل انتخابها، كما وضعت على وجهها كمامة كتب عليها “حرية التعبير”.
وقالت “غرين” في خطابها “لقد آمنتُ بأشياء لم تكن صحيحة وأنا آسفة على ذلك”، مؤكّدة أنّها “توقفت عن الإيمان بنظريات المؤامرة قبل ترشّحها إلى الانتخابات النيابية التي جرت في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية”.
وأضافت “كانت تلك تصريحات من الماضي ولا تمثّل قيمي”، متّهمة وسائل الإعلام بأنّ “ذنبها لا يقلّ عن ذنب كيو آنون لأنّها تقدّم حقائق وأكاذيب تقسّمنا”.
زعيم الأكثرية الديموقراطية في مجلس النواب “ستيني هوير” قال خلال النقاش الذي سبق التصويت إنّه “لا يمكن السماح لأي نائب بأن يتصرف مثل غرين من دون أن يحاسب”.
فيما حذّر النائب الديمقراطي “توم مالينوفسكي” زملاءه الجمهوريين من أنّه إذا حصلت غرين على دعم واسع من معسكرها، فإنّ “المتطرّفين العنيفين سيرون في هذا الأمر علامة أخرى على أنّ لهم مكانا شرعيا في النقاش الوطني”.
بدوره، قال زعيم الأقلية الجمهورية في المجلس “كيفن مكارثي” إنّ “لا أحد يؤيّد ما قيل قبل أن تصبح غرين عضوا في مجلس النواب”.
أما الجمهورية “ليز تشيني”، الثالثة في ترتيب قيادة النواب الجمهوريين في المجلس، فقد اعتبرت إنّ ما حصل بحقّ “غرين” سابقة خطيرة في هذه المؤسسة يمكن أن يندم عليها الديمقراطيون عندما يستعيد الجمهوريون الأغلبية.
يشار الى أنه في الفترة الأخيرة، ارتفعت أصوات تنتقد “غرين” وتطالبها بالاستقالة بسبب تصريحات أدلت بها في الماضي وهاجمت فيها أحد ضحايا المجزرة التي شهدتها ثانوية “باركلاند”، وكذلك بسبب تصريحات بدت فيها كأنها تدعو لإعدام ديمقراطيين.
وقبل انتخابها، أبدت “غرين” إعجابها بتعليق على فيسبوك قال إنّ “أسرع طريقة لكي تتوقف رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن ممارسة صلاحياتها هي رصاصة في الرأس”، حسبما نقلت وسائل إعلام أمريكية حينها.
وقالت أيضا قبل انتخابها إنّ حوادث إطلاق النار التي تحصل تكرارا في المدارس الأميركية هي عمليات مدبّرة هدفها تشديد القوانين التي ترعى حيازة الأسلحة النارية وحملها.
يذكر أن “غرين” أعلنت، قبل أن تصبح نائبة، انتماءها لـ”كيو آنون”، الحركة اليمينية المتطرفة التي تروّج لنظريات المؤامرة وتقول إن “ترامب” يشنّ حربا سرّية ضدّ طائفة عالمية من عبدة الشيطان والمعتدين جنسيا على الأطفال.