فرض ترامب للرسوم الجمركية يهدد بإشعال حرب تجارية عالمية
مرصد مينا
يترقب العالم صدمة اقتصادية جديدة مع إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية شاملة على كندا والمكسيك والصين، مما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات الاقتصادية ويعزز احتمالية نشوب حرب تجارية عالمية.
القرار الأمريكي يهدد بتقويض النمو الاقتصادي العالمي وقد يعيد إشعال التضخم في أسواق الطاقة والسلع.
ترامب، الذي أطلق تهديداته بفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات من كندا والمكسيك بنسبة 25%، ومن الصين بنسبة 10%، قد يثير ردود فعل سريعة من الدول المستهدفة.
وتعهدت المكسيك وكندا بالرد الفوري على هذه القرارات، فيما أكدت الصين اتخاذ “إجراءات مضادة” لحماية مصالحها.
أسباب قرار ترامب
في تصريحه الأخير على منصته “تروث سوشيال”، أكد ترامب أنه استخدم “سلطات الطوارئ” لفرض الرسوم بسبب “التهديدات الأمنية” التي يمثلها ما وصفهم بـ”الأجانب غير الشرعيين” و”المخدرات القاتلة” مثل الفنتانيل.
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى دعم من كندا أو المكسيك، بل لديها مصادر غير محدودة من الطاقة والموارد الأخرى، مطالباً بتحويل كندا إلى ولاية أمريكية 51.
الآثار المتوقعة على الاقتصاد الأمريكي
من المتوقع أن تؤدي هذه الرسوم إلى تقليص الواردات الأمريكية من البلدان الثلاثة بنسبة تصل إلى 15%، مما سيزيد من التكاليف على الشركات الأمريكية ويعطل سلاسل التوريد.
على سبيل المثال، قد ترتفع أسعار البنزين بشكل كبير، كما أن قطاع السيارات سيتأثر بشكل بالغ بسبب الاعتماد الكبير على قطع الغيار المستوردة من المكسيك وكندا.
الآثار على المكسيك وكندا
بالنسبة للمكسيك وكندا، اللتين تشكل التجارة مع الولايات المتحدة نحو 70% من ناتجهما المحلي، فإن الرسوم الجمركية ستهدد قطاعات كبيرة مثل السيارات والطاقة.
على سبيل المثال، ستتضرر صناعة السيارات المكسيكية التي تصدر معظم سياراتها إلى أمريكا، كما أن قطاع النفط في المكسيك سيكون تحت ضغط بسبب زيادة التكلفة.
تأثير الرسوم الجمركية على الصين
الصين أقل اعتماداً، نسبياً، على الولايات المتحدة، وأقل اعتماداً على التجارة بشكل عام. فعلى مدى العقدين الماضيين، قلّلت بشكل مطَّرد من أهمية التجارة لاقتصادها مع قيام بكين بتكثيف الإنتاج المحلي.
واليوم، لا تمثل الواردات والصادرات سوى نحو 37 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للصين، مقارنةً بأكثر من 60 في المائة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
الردود الدولية
على الصعيد الدولي، أبدت الصين امتعاضها من القرار الأمريكي، مؤكدة أنها ستتخذ تدابير مضادة لحماية مصالحها.
بينما عبرت كندا عن استعدادها لفرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية، وأعلنت عن قيمتها وأسلوب تطبيقها.
وانتقد الاتحاد الأوروبي، الأحد، قرار ترمب، واصفاً الخطوة بأنها “مؤذية لجميع الأطراف”.
وقال ناطق باسم المفوضية الأوروبية إن “الاتحاد الأوروبي يأسف لقرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين”.
وكان ترامب هدد يوم الجمعة بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، وقال في مؤتمر صحافي إن بعض الدول تتعامل مع بلاده بشكل سيئ في العلاقات التجارية؛ مما يجعلها تخسر المال”.
وأضاف:”حتما سأفرض رسوماً على الاتحاد الأوروبي؛ فأوروبا تعاملت معنا بشكل سيئ”.
من جهته، قال عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، كلاس كنوت، إنه يتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب إلى ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة؛ مما سيضعف اليورو على الأرجح”.
ومع تصاعد النزاعات التجارية، يُحتمل أن تواجه الأسواق العالمية تذبذباً كبيراً في الأسعار، خاصة في القطاعات التي تعتمد على الواردات، مثل الطاقة والسيارات.
كما قد يشكل هذا التطور تهديداً للنمو الاقتصادي على المستوى العالمي خلال الفترة المقبلة.