fbpx
أخر الأخبار

رفيق الحريري.. مازال “بيّ الكل”

زاوية مينا

عشرون عاماً على اغتيال رفيق الحريري، لم يغب فيها الحريري لا عن ساحة النجمة، ولا عن بيت الوسط، ولم يغب عن وجدان وضمائر سنّة لبنان، الطائفة التي لا تقلق على وجودها، فيما لابد ويساويرها القلق السياسي على مكانتها السياسية في بلد هو الأحوج لشخصية بوزن رفيق الحريري، رجل الإعمار والاعتدال، وهو من وصل بيروت الخربة، وأحال وسطها إلى مدينة قلّما مايوازيها من مدن العرب الحاضرة في العمارة والدور.

كل أحزاب لبنان كانت ومازالت أحزاب الطائفة، وحده “المستقبل” هو حزب لبنان كل لبنان، وبكل الطوائف والمذاهب، وهو الحزب الذي لم يغب عن قياداته المسيحي ولا الشيعي ولا الدرزي، وفوق كل ذلك، هو النافذة الأكثر اتساعاً وإطلالاً على الفضاءات العربية الواسعة، فكان المقاوم، وكان المعماري، وكان توطيد الاعتدال السياسي وقد ابتعد عن السلاح وأبعد السلاح عن كوادره ومناصريه، فكان ضحية السلاح.

وهكذا تلاقت إرادة القتلة، فكان تحالفاً من حزب الله وبشار الأسد، وكان الانفجار الكبير الذي أودى بحياة رفيق الحريري، لتستفرد الميليشيات ببيروت، فكان لغيابه ما يساوي مصادرة “مستقبل” بيروت الذي يعني فيما يعنيه توطيد “الدولة”، وقد احتضن “الكل” فكان أكثر خطراً على المشروع الإيراني الذي لم يعن يوماً سوى إزاحة “الكل” لحساب كاتم الصوت، وكان أن تخلّى عن كاتم الصوت ليلجأ إلى الانفجار الكبير، فانتصرت الميليشيا على جسد رفيق الحريري، ولم تنتصر على “الحريرية” فكانت نتيجته الأولى رحيل قوات بشار الأسد عن لبنان، وقد حاصر دم الحريري مشروع القتل واستراتيجات الاغتيال.

وهاهي بيروت اليوم تطرد ميليشيا حزب الله، فيما دمشق تطرد بشار ومن معه من القاتلين الذين طالما اوغلوا في الدم اللبناني بدءاً من كمال جنبلاط مروراً بالمفتي حسن خالد، ولم يعف سلاح الميليشيا جبران تويني وسلسلة من القيادات اللبنانية التي شاءت أن تنتشل لبنان من “الزاروب” وتضعه على طريق الحرير.

وهاهي الذكرى العشرين لاغتيال الحريري، وهاهو جثمان الحريري يستقبل عدالة ناس لبنان وورود لبنان ودموع لبنان وأناشيد لبنان، فيما تحار الميليشيا بدفن زعيمها، اما قبر حافظ الأسد فقد تحوّل إلى ملعب لقطط الشوارع، مهجور سوى من الازدراء.

لم يمت رفيق الحريري كما شاؤوا له أن يموت.
عاش وعاش وعاش.

وهاهي بيروت تهتف لـ “بي الكل”.
تهتف له بـ :
ـ الحياة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى