روسيا تخطط والأمم المتحدة تحذر من تمادي نفوذها
حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا “غير بيدرسون” المعارضة السورية من مخطط روسي يستهدف إدلب آخر محافظة محررة من سلطة نظام الأسد بذريعة “هيئة تحرير الشام” المحسوبة على تنظيم القاعدة المصنف ضمن قائمة الإرهاب العالمي.
وعقب جلسة مغلقة لمجلس الأمن مساء أمس الاثنين دعا “بيدرسون” عبر تصريحاته للصحفيين، رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة “نصر الحريري” إلى التحرك ضد “هيئة تحرير الشام” التي يتزعمها “أبو محمد الجولاني” وعدم السماح لروسيا والنظام باتخاذها ذريعة للهجوم على إدلب، معتبراً أن النظام السوري لديه رغبة واضحة باستمرار دعم العمليات العسكرية متخذين من “تحرير الشام” ذريعة لاستهداف المدنيين والبنى التحتية.
كما أعلن بيدرسون أنه سيتوجه لدمشق والرياض في غضون الأسبوعين القادمين حيث سيتم وضع اللمسات الأخيرة على اجتماع أعضاء اللجنة الدستورية المتوقع عقده في العاصمة السويسرية “جنيف” نهاية تشرين الأول الحالي.
وطلب المبعوث الأممي خلال جلسة المشاورات المغلقة من أعضاء المجلس الاستمرار في تقديم الدعم الكامل لعمل اللجنة الدستورية، مضيفا أنه سيقدم بشكل منتظم إفادات لمجلس الأمن حول التطورات الحاصلة بملف اللجنة الدستورية، بحسب التصريحات التي أدلى بها بيدرسون.
كما اعتبر “بيدرسون” أن تشكيل لجنة إعداد الدستور هو بمثابة “طاقة أمل للسوريين جميعاً “وإنجاز ضخم، معرباً عن الأمل في رؤية تغيير حقيقي على الأرض خاصة فيما يتعلق بملف المعتقلين والمختفين قسريا في سوريا.
واعتبر المبعوث الأممي إلى سوريا أن المهم في مسألة إعداد الدستور أن تتم من قبل السوريين أنفسهم، بغض النظر عن الدستور الجديد إذا كان معدلاً أو جديد كلياً ” هذا ليس مهما سواء أعدوا دستورا جديدا أو اكتفوا بإجراء إصلاحات، ما يهم هو أن السوريين أنفسهم هم الذي سيقررون ذلك”.
وأًنشات اللجنة الدستورية عقب قمة أنقرة التي حصلت منتصف أيلول الماضي بالتوافق بين تركيا وروسيا وإيران اللاعبين الدوليين الأقوى في سوريا، وتشكلت اللجنة من 150 عضو، ثلث للنظام السوري، وثلث للمعارضة، والثلث الأخير تضعه الأمم المتحدة من المثقفين والفاعلين اجتماعياً ومنظمات المجتمع المدني.
على أن الثلثين المحسوبين على المعارضة والحياد يدور حولهما جدل كبير، لكون منصة موسكو محسوبة على المعارضة وهي في حقيقة الأمر تدار من روسيا، كما أن ثلث الأمم المتحدة سيكون من المستقلين الذين عملوا في دمشق طوال سنوات الحرب التسعة الماضية، مما يعني أن الأمر سيسير في غالبيته لمصلحة نظام الأسد فيما لو حصل وفقاً لهذه الرؤية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي