روسيا تعيد التواصل مع أذربيجان
تحتل أذربيجان موقعاً محورياً في المقاربات الدولية لإقليم القوقاز، بما هو جسر وصل بين آسيا وأوروبا، ومصدَراً للطاقة، وساحة اختبار لنمط كثيف من الرهانات الاجتماعية والسياسية والأمنية.
ويدفع موقع أذربيجان الجغرافي باتجاه تعزيز مكانتها في الجيوبوليتيك الدولي، وخاصة لجهة كونها ممراً لخطوط الطاقة بين بحر قزوين وموانئ تركيا، حيث البحر الأبيض المتوسط. فضلاً عن كونها همزة وصل بين منطقتيْ قزوين والبحر الأسود.
لذا فمن مصلحة روسيا البحث دائماً، عن روابط مع الدول المحيطة بها، تكون عبارة عن نقاط ارتكاز، أو نقاط قوة من أجل فرض المزيد من سيطرتها في سبيل استرجاع مجدها القيصري.
أعلنت وكالة “تاس” الروسية اليوم الثلاثاء، إطلاق حركة المرور عبر جسر للسيارات فوق نهر “سامور” على الحدود بين روسيا وأذربيجان، وبحسب الوكالة فقد، حضر الافتتاح وزير التنمية الاقتصادية الروسي “مكسيم أوريشكين”، ونائب رئيس وزراء أذربيجان “شاهين مصطفايف”.
وقال “مصطفايف”: “إن الجسر يتمتع بأهمية استراتيجية، ويفتح إمكانيات كبيرة لتنفيذ مشاريع دولية مهمة وسيوفر مزيدا من التعاون في العديد من المجالات، بما في ذلك توسيع العمليات التجارية”.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الجسر حلقة وصل مهمة في ممرات النقل الدولي “شمال-جنوب” و”شمال- غرب”.
كما سيساهم الجسر، في توسيع التواصل بين سكان المناطق الحدودية في أذربيجان وروسيا، وسيزيد حركة السياحة بين البلدين.
تم تنفيذ مشروع الجسر في إطار اتفاق تم توقيعه في أغسطس 2013 بين حكومتي روسيا وأذربيجان، وسيحل الجسر الجديد محل الجسر الحالي الذي تم بناؤه عام 1957.
ويبلغ طول الجسر الجديد 325.3 متر وعرضه – 17.5 متر وبلغت تكلفته حوالي 21.5 مليون دولار، وتم تمويله بالمناصفة بين البلدين.
وبسبب ثروة أذربيجان النفطية، فإن العيون الروسية لن تتوقف عن التحديق في البلد النفطي، مركز الوصل بين أوربا وروسيا، للاستفادة منها.