“زعران البيوت”.. تفاصيل جديدة في قضية فتاة مستشفى الجامعة الأردنية
مرصد مينا – الأردن
كشف مصدر مقرب من التحقيق، في حادثة تعنيف فتاة على يد شقيقها وباتت تعرف إعلاميًا بـ”فتاة مستشفى الجامعة”، أن أهل الفتاة حاولوا تضليل القضاء من خلال الادعاء أنها، سقطت وحدها داخل الحمام كونها تعاني من حالة فقدان للوعي باستمرار، واتفق الأب والعائلة على تلك الرواية.
القضية التي أحيلت من قبل مدعي عام شمال عمان القاضي “عاكف طويقات” إلى محكمة الجنايات الكبرى وجه تهمة الشروع بالقتل بالاشتراك لشقيقي المجني عليهما اذ قررت توقيف المتهمين 15 بوما على ذمة القضية.
وتعود الواقعة إلى 25 ديسمبر/كانون الأول 2020 عندما تعرضت فتاة لعنف وحشي من قبل شقيقها الذي ضربها وحبسها في الحمام وربطها بجنازير منعًا لأي محاولات لإنقاذها، وبعد محاولات لوالدة الضحية وشقيقتها لإنقاذها تم ضربهما، وأصر شقيق الضحية على إبقائها محبوسة في الحمام.
وأكد المصدر المقرب من التحقيق أن “الجريمة التي ظلت ضحيتها على قيد الحياة، دافعها أن الفتاة العشرينية ضبطت من قبل شقيقها تتحدث على الهاتف مع شخص آخر “. موضحاً أن “القضية احيلت الى قاضي شرق عمان ، ولم يدلي شقيقتها بشهادة صحيحة لكونها في حالة خوف من عائلتها”.
إلى جانب ذلك، لفت المصدر لوسائل اعلام محلية أن “العائلة خططت الادعاء في حال انكشاف الأمر، أن أحد الشقيقين أنه قام بصفعها على وجهها بكف يده، على أن يدعي بالقول بعد يومين من صفعها الكف سقطت بالحمام وتعرضت لهذه الإصابة بالرأس” .
وأضاف المصدر بناء على طلب النائب العام قام مدعي عام شمال عمان القاضي “عاكف طويقات” بالاستماع الى الشهود بالقضية، والتوجه إلى مستشفى الجامعة الأردنية والكشف على وضع المجني عليها بحضور الطب الشرعي.
بدوره، أكد أخصائي الدماغ والأعصاب الدكتور” طارق كنعان” المشرف أن حالة الفتاة أنها ما زالت على قيد الحياة، وحالتها حرجة ولا تزال بالعناية المركزة”. مشيراً إلى أن “هناك علامات مبشرة قد تودي لاستيقاظها حيث دخلت الفتاة في أسبوعها الثالث من الغيبوبة”.
وبعد مرور يومين من حبس الفتاة بالطريقة الوحشية، وافق شقيق الضحية على تحويلها إلى المستشفى نظراً لتدهور وضعها الصحي.
يذكر أن الفتاة وهي طالبة جامعية وتبلغ من العمر 20 عامًا وصلت إلى مستشفى الجامعة بالعاصمة عمان في حالة إغماء، اذ ترقد في قسم العناية المركزة، وأجري لها “جراحة معقدة” بالدماغ.
وطالب نشطاء بتطبيق أشد العقوبات بحق شقيق الفتاة التي تعرضت للضرب الشديد على رأسها ومناطق في جسدها، وربطها بجنازير حديدية وحجزها في الحمام وتركها تنزف.
في سياق منفصل، انتشر وسم “زعران البيوت” الذي يعد بمثابة اعتراف بأن المكان الأخطر بالنسبة للمرأة ليس الشارع المظلم أو المرآب المقفر، بل البيت. ذلك المكان الذي يترادف مع مفاهيم الأمن والأمان لكنه الأكثر وحشية في شهادات وروايات نساء كثيرات. شهادات يأتي بعضها محفوراً على جثث تحمل آثار التنكيل المستمر بالمرأة، في حياتها وفي مماتها.
يشار إلى أن الأردن يشهد بين الحين والآخر حالات عنف كهذه، فقبل أشهر هزّت قضية أحلام مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ “صرخات أحلام” قائمة الأكثر رواجاً في الأردن على “تويتر”، بعدما انتشر مقطع فيديو تم تصويره ليلاً، يسمع فيه صرخات أحلام وهي تستغيث من أيدي والدها الذي قتلها وجلس يشرب الشاي على جثتها، وأيضا حينها استذكرت الأوساط حكاية “إسراء غريب”، الفتاة الفلسطينية التي قضت على يد أشقائها تعذيبا العام الماضي.