أخر الأخبار

سلسلة حرائق و تفجيرات غامضة في إيران… وتلميحات لإسرائيل دون اتهام مباشر

مرصد مينا

يحقق مسؤولون إيرانيون في سلسلة من الحرائق والانفجارات الغامضة التي باتت تتكرر بشكل شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد، ويشتبهون في أن هذه الحوادث ليست عرضية بل نتيجة حملة تخريب منسقة تقف وراءها إسرائيل، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” نشرته يوم أمس الثلاثاء( 22 يوليو 2025) نقل عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين، أحدهم عضو في الحرس الثوري.

ورغم عدم وجود دلائل رسمية تدعم هذه المزاعم، فإن المسؤولين الإيرانيين، وفق الصحيفة، باتوا يعتقدون أن العديد من هذه الحوادث متعمدة، وأن إسرائيل هي الفاعل المرجح نظراً لسجلها المعروف في تنفيذ عمليات سرية داخل إيران، بما في ذلك الاغتيالات والتفجيرات.

يأتي ذلك بعد تصريحات مسؤول كبير في الاستخبارات الإسرائيلية، تعهد فيها بمواصلة العمل داخل إيران، حتى بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة التي استمرت 12 يوماً ضد أهداف إيرانية في يونيو الماضي.

حرائق متكررة بلا تفسير مقنع

في الوقت الذي اكتفت فيه السلطات الإيرانية بإرجاع معظم هذه الانفجارات إلى تسربات غاز أو أعطال في البنية التحتية، فإن تكرار الحوادث بمعدل انفجار أو اثنين يومياً في أنحاء متفرقة من البلاد، زاد من الشكوك والغموض، خصوصاً أن بعضها وقع في مواقع حساسة، كمنشآت نفطية ومبانٍ سكنية ومصانع.

ومن أبرز هذه الحوادث، حريق كبير اندلع في مصفاة عبادان جنوب البلاد، وهو ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، فضلاً عن توقف أحد خطوط الإنتاج.

كما أدت انفجارات أخرى إلى تدمير مبانٍ سكنية بالكامل، وارتفعت أعمدة الدخان في سماء المدن.

تردد رسمي في اتهام إسرائيل

تقول “نيويورك تايمز” إن السلطات الإيرانية تتردد في توجيه اتهام مباشر لإسرائيل، خشية الدخول في مواجهة مباشرة أو تهيئة الرأي العام الداخلي لرد عسكري لا تملك طهران القدرة على تنفيذه حالياً، بعد أن تضررت قدراتها الدفاعية والصاروخية خلال الحرب الأخيرة.

ورغم أن إيران لا تزال قادرة على إطلاق صواريخ باليستية، فإن العودة إلى المواجهة مع إسرائيل، وفق محللين، ستؤدي إلى إضعاف القدرات العسكرية الإيرانية أكثر.

إسرائيل: سنبقى داخل إيران

في تصريح علني نادر، أكد مدير جهاز الموساد في يونيو الماضي أن الجهاز ستواصل عملياتها داخل إيران، وقال حرفياً: “سنكون هناك، تماماً كما كنا حتى الآن”.

وفي الوقت الذي تحاول فيه إيران التخفيف من قلق الشارع، تنشر السلطات تفسيرات “تقنية”، حيث أرجعت بعض الحوادث إلى “حرائق أعشاب”، و”حرائق قمامة”، فيما أرجع مسؤول في إدارة الإطفاء في طهران الانفجارات إلى “تهالك المعدات وعدم الالتزام بالسلامة”.

قلق شعبي ورسمي

قال عضو في الحرس الثوري الإيراني لصحيفة “نيويورك تايمز” إن الانفجارات اليومية خلقت شعوراً متزايداً بالخطر والقلق لدى المسؤولين والمواطنين على حد سواء.

فيما رأى المحلل الإيراني أميد ميماريان، أن التعتيم الإعلامي وعدم الشفافية من قبل النظام، يعمّقان شعور الشك والهلع في الشارع الإيراني، حيث بدأ البعض يتساءل إن كانت الحرب مع إسرائيل قد انتهت فعلاً.

كما أثيرت تساؤلات حول وفاة العميد غلام حسين غيب برور، نائب قائد الحرس الثوري، الذي قيل إنه توفي نتيجة مضاعفات قديمة تعود لحرب الثمانينات، تفاقمت بسبب “الضغط النفسي للحرب الأخيرة”. لكن البعض شكك في الرواية الرسمية.

وفيما تحاول الحكومة الإيرانية التقليل من خطورة الوضع، نشرت شركة الغاز الوطنية بيانات تقول إن نسبة الانفجارات لم تزد هذا العام عن العام الماضي، فيما طالبت بلدية طهران وزارتي الطاقة والغاز بتقارير توضح “ما تم اتخاذه من إجراءات في ظل الظروف الراهنة”.

ولأكثر من عقدٍ من الزمن، وقبل اندلاع الحرب المفتوحة، خاضت إسرائيل وإيران صراعاً خفياً على جبهات متعددة: براً وبحراً وجواً، وحتى في الفضاء السيبراني.

فقد نفّذت إسرائيل، على مدى سنوات، سلسلة من العمليات السرية داخل إيران، شملت تفجيرات وهجمات بطائرات مسيّرة، استهدفت منشآت عسكرية، بالإضافة إلى شخصيات بارزة.

في المقابل، ردّت إيران باستهداف سفن مملوكة لإسرائيليين في الخليج، وشنّت هجمات صاروخية على منشآت في العراق يُعتقد أنها مرتبطة بإسرائيل.

كما دعمت وموّلت جماعات مسلّحة، من أبرزها “حماس” في قطاع غزة وجماعة “الحوثي” في اليمن و “حزب الله” في لبنان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى