سوريا.. معتقلون سابقون في صيدنايا يواجهون سجانيهم ويكشفون فظائع التعذيب

مرصد مينا
في مشهد صادم وغير متوقع، واجه عدد من المعتقلين السابقين في سجن صيدنايا، المعروف بسوء سمعته في زمن النظام السوري المخلوع، سجانيهم مباشرة أمام الكاميرات، في خطوة نادرة أثارت اهتمام الرأي العام المحلي والدولي.
وأظهرت لقطات عرضتها وزارة الداخلية السورية مساء السبت، المعتقلين السابقين وهم يسردون ما تعرضوا له من انتهاكات وانعكاسات جسدية ونفسية خلال فترة اعتقالهم.
وكان من بين هؤلاء المعتقلين شخص واجه سجانه، ماهر درويش، وبدأ بسرد تفاصيل صادمة عن الممارسات القاسية التي فرضها عليه خلال فترة الاحتجاز.
وقال المعتقل إنه أجبر على شرب بوله من إناء الشاي الذي كان يُقدّم يوميًا من قبل مشرفي السجن كل خميس، مؤكداً أن السجناء الآخرين كانوا مجبرين على شرب الشاي أيضًا تحت التهديد بالتعذيب.
وأوضح أن هذا الإجراء كان يترك أثرًا نفسيًا وجسديًا كبيراً على المعتقلين، وكان جزءًا من سلسلة الانتهاكات اليومية التي شهدها السجن.
كما روى معتقل آخر تفاصيل أشد عن أساليب التعذيب، مبيناً كيف كان السجانون يستخدمون أدوات معدنية وبلاستيكية لإحداث الألم والندوب، وهو ما ترك علامات دائمة على ظهره أكلت جزءًا من جلده.
وقد ظهرت هذه الندوب أمام الكاميرات، لتؤكد مصداقية الروايات التي سمعها الجمهور لأول مرة بشكل مباشر.
وفي رد صادم، اعترف السجانون بصحة ما رواه المعتقلون عن الانتهاكات داخل السجن، مؤكدين صحة شهاداتهم واعترافهم بفظائع صيدنايا التي ذاع صيتها عالميًا لما تحتويه من أعمال تعذيب ممنهجة.
وفي سياق متصل، أكد وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، عبر سلسلة من التغريدات على حسابه في “إكس”، أن العدالة ستصل إلى كل من ارتكب انتهاكات، مهما حاول الهرب، مؤكدًا أن الحق لا يزول بالتقادم، وأن الدولة ملتزمة بمحاكمة جميع الظالمين.
يُذكر أنه في الثامن من ديسمبر 2024، وبعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، تم فتح عنابر وزنزانات سجن صيدنايا الشهير، ليخرج منها مئات المعتقلين، بينهم نساء وأطفال، بعد سنوات من المعاناة والاحتجاز القسري.
ومع ذلك، لا يزال مصير آلاف المعتقلين والمفقودين مجهولاً، حيث أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن هناك ما لا يقل عن 112,414 شخصًا لا يزالون مختفين قسريًا حتى اليوم.
وفي الوقت نفسه، عُثر بعد سقوط الأسد على عدد من المقابر الجماعية في عدة مناطق كانت تحت سيطرة النظام، احتوت على مئات الجثامين، ما يعكس الفظائع والانتهاكات التي ارتُكبت خلال فترة حكمه.