أخر الأخبار

سيناريوهات التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران وتداعياته الإقليمية

مرصد مينا

تدخل المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران التي بدأت في 13 يونيو الجاري مرحلة تصعيد حادة مع تبادل الضربات العسكرية المباشرة، حيث لا تزال الاشتباكات محصورة في إطار النزاع الثنائي بين الطرفين، دون انخراط مباشر وواضح من أطراف أخرى حتى الآن.

رغم ذلك، فإن التوترات تتزايد على الصعيدين السياسي والعسكري، وسط تحذيرات من إمكانية تحول هذا النزاع إلى مواجهة إقليمية أوسع، خصوصاً في ظل التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متحدثاً عن “السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الأجواء الإيرانية”.

وفي تصريحات صحافية أدلى بها الدكتور إسماعيل تركي، الخبير في العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، اليوم الخميس، أوضح أن الوضع في المنطقة يتجه نحو مزيد من عدم الاستقرار والاضطراب، مع احتمالية دخول المنطقة في مرحلة أكثر عنفاً وتجزئة، مصحوبة بإهدار كبير لقدرات الدول ومواردها، ما يبعدها عن مسارات السلام والتنمية.

وأكد أن استمرار تبادل الضربات العسكرية يحمل مخاطر كبيرة بجر أطراف أخرى إلى النزاع، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، الأمر الذي سيؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار دول الجوار وتوسيع رقعة الصراع إلى مناطق أوسع.

كما أشار الدكتور تركي إلى أن تعقيدات المشهد الجيوسياسي لا تقتصر على الجانب الأمني فقط، بل تمتد لتشمل تداعيات اقتصادية خطيرة. فالمنطقة التي تشكل مصدراً حيوياً لإمدادات النفط والغاز على مستوى العالم، قد تواجه أزمة اقتصادية عالمية إذا ما أدى التصعيد إلى تعطيل حركة الملاحة في مضيق هرمز.

وكان وزير الخارجية الإيراني قد أشار إلى أن بلاده تدرس جميع الاحتمالات، ومنها إغلاق هذا الممر البحري الحيوي، وهو ما سينعكس على الأسواق العالمية بارتفاع جنوني في أسعار الطاقة، مع تأثير سلبي واسع النطاق على الاقتصاد العالمي.

وفي الوقت نفسه، بدأت أسعار النفط والذهب تشهد ارتفاعاً ملحوظاً، ما يعكس حالة التوتر التي تخيم على الأسواق.

أما من الناحية الإنسانية، فقد نبه الخبير إلى أن استمرار الصراع في ظل الظروف الحالية سيؤدي إلى تداعيات كارثية، تشمل نزوحاً جماعياً للسكان وتدمير البنى التحتية، بالإضافة إلى تفاقم الأزمات الإنسانية التي تعاني منها المنطقة مسبقاً.

كما أن استمرار الفوضى وعدم الاستقرار سيزيد من نشاط الجماعات الإرهابية والمتطرفة، ما سيشكل تهديداً أمنياً جديداً على الصعيدين الإقليمي والدولي.

فيما يتعلق بالأطراف الفاعلة في النزاع، أكد الدكتور تركي أن إسرائيل تلعب دوراً محورياً في هذه المعركة، حيث تنظر إلى إيران كتهديد وجودي لأمنها، بسبب برنامجها النووي ونفوذها الإقليمي المتنامي عبر وكلائها.

وقال إن إسرائيل تسعى إلى تحجيم القدرات العسكرية الإيرانية وربما تقويض النظام نفسه، فيما تمتد أهدافها لتشمل حماية سيادتها ووحدة أراضيها.

في المقابل، تؤكد إيران أن الهجمات الإسرائيلية انتهاكاً صارخاً لسيادتها، وتتعهد بردود حاسمة، معتمدة في ذلك على شبكة واسعة من الوكلاء في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني، الحوثيين في اليمن، والفصائل العراقية المسلحة.

وبينما تم تحييد الكثير من قدرات هذه الجماعات، لا تزال تمتلك القدرة على إعادة بناء قوتها في المستقبل المتوسط والبعيد.

وبخصوص دور القوى الدولية، أكد الخبير أن الولايات المتحدة تحتل موقعاً استراتيجياً هاماً في هذا الصراع، من خلال دعمها العسكري والاستخباراتي لإسرائيل.

أما باقي الأطراف الدولية، مثل روسيا والصين والدول الإقليمية كتركيا والدول العربية، فمن المرجح أن تلعب أدواراً ثانوية، خاصة في مرحلة التصعيد العسكري المباشر، إلا أن تأثيرها قد يزداد في مراحل التهدئة ومحاولات استقرار الوضع.

في ضوء هذه المعطيات، يُظهر الصراع الحالي مدى تعقيد المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، حيث تتشابك المصالح وتتداخل الحسابات، ما يجعل من الصعب التنبؤ بمآلات الأزمة في ظل احتمالات التصعيد أو التهدئة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى