صراع الأجنحة في كردستان العراق يهدد استقرارالإقليم ومخاوف من استغلال إيران للفوضى

مرصد مينا
تشهد الساحة السياسية في إقليم كردستان العراق تصاعداً حاداً للصراعات الداخلية بين الأجنحة المختلفة للاتحاد الوطني الكردستاني (PUK)، حيث حذرت مصادر رسمية رفيعة من مخاطر استغلال الميليشيات الإيرانية لهذا الصراع.
وفي مدينة السليمانية بمحافظة أربيل، اندلعت فجر اليوم الجمعة مواجهات مسلحة داخل فندق يُعتقد أنه مقر رئيس “جبهة الشعب” لاهور شيخ جنكي، بعد تحرك قوات أمنية مشتركة من مكافحة الإرهاب والكوماندوز وآسايش الاتحاد الوطني لتنفيذ مذكرة توقيف قضائية بحق لاهور.
الخلاف العائلي والسياسي بين لاهور وبافل
أكد مصدر رفيع في الحزب الديمقراطي الكردستاني أن الصراع بين لاهور شيخ جنكي وبافل طالباني زعيم الحزب، وهما من أولاد عمومة، يشكل تهديدًا خطيراً على استقرار الاتحاد الوطني الكردستاني.
وأوضح أن النزاع يشمل السلطة داخل الحزب وعلى مستوى الدولة، وأن تدخل وساطات من بغداد قد يكون حتميًا لتخفيف حدة الخلاف، نظراً لأن لبافل حلفاء في العاصمة العراقية.
وأشار المصدر إلى أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي يميلان إلى رأب الصدع، على عكس بعض الميليشيات التي تسعى لإشعال صراع واسع قد يمتد من السليمانية إلى دهوك.
دور إيران والمخاطر الأمنية
يلعب الدور الإيراني في دعم بعض الأحزاب السياسية بالعراق دوراً كبيراً في التأثير على توازن القوى في إقليم كردستان، حيث يرى المصدر أن الخطر الأكبر قد يكون من جانب طهران، التي قد تدعم الفوضى وتأجج هذه الاشتباكات لتحقيق مصالحها الإقليمية.
وأكد أن أي تصعيد مسلح قد يؤدي إلى انقسام دموي داخل المؤسسة الأمنية الكردية ويقوض استقرار الإقليم بأكمله، خاصة مع وجود أنصار لاهور داخل الأجهزة الأمنية والبيشمركة.
المواقف الرسمية ومحاولات التهدئة
أوضح المصدر أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يدعم التوافق ووقف الصراع بين لاهور وبافل، وأن مسعود البارزاني كان على اتصال مستمر بالطرفين لاحتواء التصعيد.
وأشارت وسائل إعلام مقربة من لاهور إلى أن رئيس الوزراء العراقي دعا في اتصال هاتفي إلى التهدئة وضبط النفس، فيما طالب مسرور البارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، بوقف الاشتباكات فوراً ومنع إراقة الدماء، مؤكدًا أن أي خلاف يجب حله عبر القنوات القانونية والدستورية.
خلفية الصراع وتداعياته
يعود الخلاف بين لاهور الذي شغل مناصب أمنية وحزبية بارزة، مع بافل طالباني منذ الإطاحة بالأول من مواقع النفوذ العام 2021. ومنذ ذلك الحين، تصاعد التوتر بين الطرفين ليصل إلى مواجهة علنية وصلت إلى مرحلة حصار المنزل.
وتشير المراقبون إلى أن محاولات لاهور تشكيل تكتلات سياسية جديدة، مثل “جبهة الشعب”، أثارت مخاوف من تفكك الاتحاد الوطني، وأن أي مواجهة مسلحة في السليمانية قد تتوسع لتشمل مناطق أخرى، مما يزيد من خطر الانقسام الدموي داخل المؤسسة الأمنية الكردية ويهدد استقرار الإقليم بأكمله.
وكانت اشتباكات مسلحة عنيفة استمرت نحو أربع ساعات في محيط فندق “لالازار” فجر الجمعة انتهت باعتقال لاهور برفقة شقيقيه بولاد وآسو، وسقوط ثلاثة قتلى ونحو 20 جريحا.
وأكدت مصادر أمنية وشبكة “روداو” الكردية أن لاهو أصيب بجروح أثناء رفضه تسليم نفسه قبل اعتقاله مع شقيقه.
وكانت محكمة تحقيقات أمن السليمانية قد أصدرت صباح الخميس مذكرة قبض بحق لاهور استناداً للمادة 56 من قانون العقوبات العراقي، ما دفع الأجهزة الأمنية للتحرك.
ومنذ مساء الخميس، انتشرت قوات كبيرة في محيط الفندق، واندلعت المواجهات بعد الساعة الثالثة فجراً، فيما أظهرت مقاطع فيديو تصاعد ألسنة النيران والدخان.