السودان.. مطالب دولية بإصلاحات أكثر جرأة
أعلن صندوق النقد الدولي، بأن السودان بات بحاجة إلى اتخاذ إصلاحات جريئة وشاملة لجميع مفاصل الدولة، وذلك في سبيل استقرار اقتصاده، حتى يقوى النمو المتراجع في البلاد منذ عقود.
وجاء ذلك في بيان صادر عن الصندوق الدولي، يوم الإثنين، بعد أن أنهت بعثة الصندوق مشاوراتها للمادة الرابعة مع حكومة الخرطوم، أثناء زيارة إلى السودان، امتدت بين 4 إلى 17 ديسمبر/ كانون أول الجاري.
كما أفاد مسؤولون في الصندوق، بأن الأوضاع الاقتصادية في الخرطوم لا تزال صعبة جداً، وذلك على خلفية استمرار عجز المالية العامة والتضخم المرتفع وضعف فرص الحصول على التمويل أو القروض الخارجية.
صندوق النقد قال في بيان له: ” من الضروري جداً إطلاق النمو وتوسيع شبكات الأمان الاجتماعي، لدعم الإصلاحات والتحسينات في بيئة الأعمال والحوكمة”.”.
ويكابد السودان المعروف بغناه بالثروات الباطنية، أزمات اقتصادية كبيرة ومتجددة، كما يعاني من عدم وفرة العديد من السلع الرئيسة في الأسواق، والتي تعد متطلبات يومية للمواطن السوداني، كالخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، ويرجع الصندوق أسباب هذا النقص، إلى ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية الغير رسمية.
ويسعى الساسة والتجار الكبار في السودان، مع أصحاب القرار فيه، إلى جذب استثمارات أجنبية إلى البلاد الغنية بالمعادن والثروات الطبيعية، بعد انقضاء عقدين كاملين من العقوبات الاقتصادية الأمريكية، والتي كتبت نهايتها في أكتوبر/ تشرين أول 2017.
وكان النشاط الاقتصادي في السودان، قد انحسر في عام 2018 بنسبة 2.3 بالمئة، ومن المتوقع أن ينكمش إجمالي الناتج المحلي بنسبة 2.5 بالمئة في 2019؛ وزاد التضخم إلى 60 بالمئة في نوفمبر/ تشرين ثاني 2019.
بينما يواصل سعر الصرف الموازي انخفاضه السريع؛ “رافقه تدهور في الوضع المالي العام بسبب دعم الوقود المتزايد وضعف تعبئة الإيرادات، وارتفع عجز المالية العامة من 7.9 بالمئة في 2018 إلى 9.3 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي في 2019″، بحسب البيان.
