طائرات مسيرة وإنزال جوي للسيطرة على نزاع عشائري جنوبي العراق
مرصد مينا
استخدمت السلطات العراقية الطائرات الحربية والمسيرة للسيطرة على نزاع عشائري في محافظة ذي قار بحثا عن مطلوبين هاربين في مناطق الاهوار.
مصدر أمني أوضح أن الطيران تعرض لإطلاق نار أثناء تنفيذ عمليات الإنزال الجوي حصلت في مناطق قرى الرميض، مشيرا إلى أن عدد المعتقلين بلغ لغاية الآن أكثر من 120 شخصا من العشيرتين، ومصادرة كميات اسلحة كبيرة، بحسب وكالة شفق نيوز.
ويوم الاحد الماضي، اندلع نزاع عشائري عنيف بين عشيرتي آل عمر والرميض استخدم فيه اسلحة ثقيلة ومتوسطة، وأدى لحرق عدد من المنازل السكنية.
وخلال النزاع، قتل مدير شعبة مكافحة واستخبارات ذي قار العقيد عزيز فيصل.
يشار أن النزاع المسلح تجدد رغم إعلان زعيمي عشيرتي آل عمر، والرميض، في محافظة ذي قار، في 3 تشرين الأول 2023، الاستجابة لمبادرة المرجع الديني الأعلى علي السيستاني بالركون إلى الحل السلمي للنزاع المسلح الجاري بينهما منذ أشهر.
مصادر إعلامية أشارت إلى أن الخلاف بين عشيرتي آل رميض وآل عمر، سببه التنافس على المناصب في الحكومة المحلية بالمحافظة، ورغم تدخل وفد من المرجعية الدينية من النجف لرأب الخلافات بينهما قبل مدة، الا أن النزاع اندلع مجدداً وبشكل أشد ضراوة.
ملف الصراعات القبلية جنوبي العراق، يعد من أبرز التحديات التي تواجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى جانب ملف الخدمات، حيث يستمرّ تسجيل ضحايا في المحافظات الجنوبية والوسطى نتيجة النزاعات المسلحة، والتي تستدعي في غالبيتها تدخل القوات الأمنية لفضها.
يشار أن وزارة الداخلية العراقية، أعلنت مقتل مدير استخبارات مكافحة إرهاب ذي قار، عزيز شلال جهل، خلال النزاع العشائري، مؤكدة في بيان لها أن “من ارتكب هذا العمل الإرهابي الإجرامي لن يفلت من العقاب وسيكون تحت طائلة القانون.
الداخلية، أشارت الى أن “قيادة شرطة محافظة ذي قار شرعت بعملية تفتيش واسعة ضمن محل الحادث وطوقت المكان بالكامل لإلقاء القبض على طرفي النزاع لينالوا جزاءهم العادل”، وفقاً للبيان.
وحول تفاصيل الحادث، قال مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في ذي قار، داخل عبد الحسين المشرفاوي قال بحسب وسائل إعلام عراقية إنه “وقبل نحو اسبوعين تفاءلنا خيراً بتوقف اطلاق النار في قضاء الاصلاح بين آل رميض وآل عمر، باعتبار أن وفداً من المرجعية الدينية تدخل في الأمر والامور كانت طيبة”.
واستدرك المشرفاوي: “تفاجأنا قبل ساعات قليلة باندلاع الاشتباكات مجدداً واستشهاد مدير استخبارات مكافحة ارهاب محافظة ذي قار”، مردفاً أنه “ولحد الان لا نعرف الاسباب الحقيقية لاندلاع الاشتباكات بهذه الشراسة والعنف واستخدام السلاح الثقيل”.
المشرفاوي لفت الى “حصول اطلاق النار بكثافة، ومن المؤكد ستكون هنالك ضحايا كثيرين سواء مقتولين أو مصابين”، واصفاً الأوضاع في قضاء الاصلاح بأنها “خارج السيطرة” بحسب موقع “روداو”.
بالعودة الى أصل المشكلة، أوضح مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في ذي قار أنها “مشكلة قديمة بين الطرفين على مناصب ادارية تتعلق بالحكومة المحلية من جانب، ومن جانب اخر نزاع أزلي بين الطرفين”، مؤكداً “عدم وجود هدنة لحد الان، والاشتباكات مستمرة بينهما”.
وأضاف أنه “قبل اقل من شهر، عقد اجتماع بحضور مسؤول شؤون العشائر في ذي قار، وتشير الارقام الى حصول 183 نزاعاً عشائرياً في عموم ومختلف مناطق المحافظة خلال عام 2023”.
ورأى المشرفاوي أن “ذي قار لم تكن هكذا، حيث كانت آمنة قياساً بمحافظتي ميسان والبصرة، لكننا أصبحنا أشد ضراوة من ميسان والبصرة”.