ظهرت آثار التعذيب.. أكثر من 60 قتيلا داخل السجون العراقية خلال 2021
مرصد مينا- العراق
كشف مرصد “أفاد” الحقوقي في العراق، أن أكثر من 60 سجينا توفوا داخل مراكز التوقيف العراقية، خلال الأشهر الأربعة الماضية، نتيجة الأوضاع السيئة للسجناء وعمليات التعذيب الممنهج وسوء التغذية.
وأشار المرصد إلى أنه “حصل على معلومات مهمة، تفيد بارتفاع كبير في ظاهرة الوفيات داخل السجون ومراكز الاحتجاز التي تديرها وزارة الداخلية”.
المرصد المعنيّ بالقضايا الحقوقية والإنسانية في العراق، أكد في بيان رسمي، أن ارتفاع أعداد الوفيات داخل السجون، نتيجة ظروف الاحتجاز السيئة، واستمرار عمليات التعذيب الممنهجة، وانعدام الظروف الإنسانية للاحتجاز بما يخالف ما نصت عليه المادة الـ37 من الدستور العراقي، وأيضاً اتفاقية مناهضة التعذيب الدولية التي رعتها الأمم المتحدة لعام 2008 ووقّع العراق عليها.
وحسبما أضح بيان المرصد الحقوقي، فقد تصدر سجنا الناصرية “الحوت” و”التاجي” في بغداد صدارة أكثر السجون التي شهدت وفيات، بينما تصدرت مراكز توقيف بعقوبة والرصافة والرمادي والحلة أكثر مراكز التوقيف في العراق من ناحية الضحايا الذين يلقون حتفهم جراء التعذيب.
كما أشار المرصد إلى أن عدداً كبيرا من الضحايا ظهرت عليهم آثار ضرب مفرط على مناطق الخاصرة والأعضاء التناسلية وأسفل الظهر وكسور في الفقرات العنقية، وأخرى بفعل ارتفاع ضغط الدم أو تسمم غذائي، بينما سُجّلت أخرى، منها خمسُ حالات في سجن الحوت وثلاثة في سجن التاجي على أنها نزف داخلي يستوجب تشريح الجثث لمعرفة السبب، لكن بسبب ضغوط على ذويهم اختاروا تسلم الجثامين للضحايا دون إجراء أي تحقيق يذكر.
ونوه إلى عمليات انتزاع اعترافات تحت التعذيب، وكذلك تهديد للمعتقلين باعتقال أفراد من أسرهم لإجبارهم على الادلاء باعترافات حول قضايا مختلفة.
في السياق، اتهم المرصد من وصفها بـ”شبكات سمسرة”، بالتورط في عمليات ابتزاز ذوي السجناء وأخذ أموال منهم مقابل إيصال الطعام والملابس لذويهم بالسجون أو مقابل ضمان عدم تعريضهم للتعذيب، مطالباً المنظمات الحقوقية والجهات المعنية بقضايا حقوق الإنسان في العراق بـ”فتح قضية السجون لوجود شبهات قتل ممنهج في بعض السجون ومراكز التوقيف”.
يشار إلى أن بيان المرصد، جاء بعد أيام من نشر وسائل إعلام محلية عراقية، رسائل مسربة كتبت بخط اليد من قبل سجناء وجّهوا فيها استغاثات بشأن سوء أوضاعهم في السجون، والاعتداءات المتكررة عليهم، فضلاً عن عدم إطلاق سراح من انتهت مدة محكوميته.
على إثر ذلك، أطلق ناشطون عراقيون وسماً بعنوان “رسائل السجون السرية”، على مواقع التواصل الاجتماعي، دوّن قسم منهم مشاهداتهم أو تجاربهم الشخصية مع تلك السجون.
وتداول الناشطون صورة سجين عراقي تعرضت يداه للبتر نتيجة مضاعفات التعذيب معتبرين ذلك نموذج واحد من طرق التعذيب بالسجون العراقية.