عاشورائهم.. دم لا دموع
وكأن دم الحسين، بات ملكية حصرية للشيعة ومركزها (قُم) أو (كربلاء)، أو حرس الثورة في إيران..
ذلك على وجه التحديد، ما بنت عليه سلطة الملالي خطابها السياسي، وكذلك الحركات المتولدة عنها بدءًا من حزب الله.
دم الحسين بالنسبة لمشروع الملالي، هو التكريس لأمرين معًا:
ـ تكريس المظلومية التاريخية، وبالتالي العمل على احتكارها بما يجعل الملالي وحدهم من يرثها.
ـ ونشر الاحترابات الأهلية، بما يجعل الامة الإسلامية أمتين:
أمة مغلوبة، وعليها أن تستعيد مكانتها لتكون الغالبة، وأمة كانت غالبة وما عليها سوى أن تتحول الى أمة مغلوبة.
ذلك ما يمكن تلمسه، أقلّه في الاحتفالات المبالغة فيها أيام عاشوراء، حيث الجحافل التي تجلد نفسها بالسياط والسواطير، والتي تجتاح عواصم عربية، ربما أبرزها دمشق وبغداد.
في خطاب حسن نصر الله في اليوم الأول من عاشوراء (الثلاثاء)، ذهب حسن نصر الله الى اليمن، ليوصل رسالته، وهي رسالة تقول بأن الصراع اليمني اليمني، هو صراع شيعي ـ سني، وكان هو الخطاب الذي مورس على بغداد، في خطوة نحو احتلال العراق، مرة عبر المعلن المسمى الحشد الشعبي، ومرة ثانية عبر دولة الظل، وهي حرس الثورة الايرانية وقد بات يسيطر على مفاصل المال والسلاح والإعلام في العراق.
هو المشروع العابر للحسين، والعابر للديانات، والعابر للاديولوجيا.. هو المشروع الجيوبوليتكي الذي يعني الامتداد الايراني في المنطقة، ليشكل الهلال الشيعي الذي يعني الاحتلال الصريح للمنطقة، وكل من يعرف المؤسسة الدينية الايرانية، يدرك أنها مؤسسة قومية صفوية، تنتمي الى مشروعها القومي الفارسي اكثر مما تنتمي الى الاسلام، وربما في العودة الى “إيران غيت” سيكون المثل الصريح على تجاوز المشروع الفارسي للمسألة العقائدية حين توسلت السلاح الإسرائيلي دعما للإسلام الخميني.
أيام عاشوراء، ترسم باليقين طبيعة المشروع الايراني، وهو المشروع الذي يقوم على التوسع، والذي تجاوز كل ماكان متوقعًا، فهاهو يطال دمشق، بغداد، بيروت، وهاهو يبحث عن مكانه في اليمن.
اليمن بوابة الخليج، هو االأمر كذلك، فإذا ماسقط اليمن بيد حرس الثورة، فلابد من قراءة الفاتحة على الخليج العربي، والنفط العربي، والأمن العربي.
وضع اليد على اليمن يعني الغاء الرياض بوصفها واحدة من أربعة عواصم عربية، جمعت العرب، دون نسيان أن بغداد سقطت في ايدي الملالي،وكذلك دمشق، ولن يوفروا جهدا لإسقاط القاهرة عبر جماعة الاخوان المسلمين، الذين وإن تباينوا مع الاسلام الخميني في العقيدة، فلن يتباينوا في السياسة وهاهما حماس والجهاد الاسلامي في غزة يضعون ايديهم بأيدي الملالي، ولن تكون غزة ذات شأن بالنسبة للمشروع الايراني إن لم تتمدد حماس والجهاد الاسلامي الى غزة، وصولا الى القاهرة، ولن يكون بعيدًا ذلك اليوم الذي تأتيهم الأوامر:
ـ اضربوا القاهرة.
اليوم واحد من أيام عاشوراء.
هو ليس يومًا لذرف الدموع بالنسبة للمشروع الخميني.. هو اليوم الذي يمهد لذرف الدماء.
ذلك هو الخطاب الحقيقي لسلطة الملالي.
من يصغي الى خطاب حسن نصر الله يعرف جدية البركان الذي يأخذ ملالي طهران المنطقة إليه.
المنطقة برمتها.
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©