عاصمة الأناقة بلا عمال والنفايات تتكدس بالطرقات
تتكدس النفايات في عاصمة الأناقة الفرنسية “باريس” بعد أن وصلت الإضرابات إلى عمال النظافة، الذين امتنعوا عن إزالة النفايات من عاصمة العطور والأزياء بارس، ما أشعر السكان المحليين بالخوف من مغبة العواقب الوخيمة لتكاثر النفايات وتكدسها على الأرصفة في اليوم العاشر للإضراب.
ويخوض العمال الفرنسيون اضراباً مفتوحاً ضد إصلاحات أنظمة التقاعد، وبالرغم من تقلص حدّة الإضرابات حيث عادت بعض القطاعات مثل القطار للعمل، إلاّ أن النفايات شكلت أزمة حقيقة، وسط مخاوف صحية من انتشار الأمرضة في حال استمر الأمر على ما هو عليه.
وتعاني باريس منذ سنوات غزو القوارض، حيث يعمل القائمون على المدينة من أجل مكافحة القوارض الصغيرة سريعة التكاثر والانتشار، وخفيفة الحركة، ما أجج المخاوف الصحية لدى الباريسيين.
وتسعى مدينة الجمال والأناقة كما تصف نفسها، للحفاظ على سمعتها أمام السياح والمنظمات الدولية المعنية بالأمر، لكن الأحوال الأخيرة ربما خفضت من حظوظها في الحفاظ على صورة باريس الأنيقة في أذهان السياح، بحسب ما نشرته العديد من وسائل الإعلام الفرنسية.
وعلى ما يبدو ليست باريس هي وحدها التي تصارع النفايات، حتى إن مرسيليا عاصمة الجنوب الفرنسي الساحر، بدت فيها النفايات بوضوح تغزو شوارعها الجميلة، المكتظة بالسياح، وذلك بسبب توالي الإضرابات منذ ما يزيد عن العام.
حيث تمر المدينة بيومها العاشر من إضرب عمال مراكز فرز النفايات، ما تسبب بتراكم حوالى 3 آلاف طن من النفايات في الشوارع، وفقا للسلطات المحلية.
وطلبت المدينة من النقابات توفير الحد الأدنى من الخدمة ووضع نصائح للسكان لمنعهم من إلقاء القمامة في الشارع مباشرة، ويشعر جامعو النفايات بالسخط من خطط الحكومة الهادفة إلى دمج 42 خطة معاشات تقاعدية مختلفة، بما في ذلك خطط التقاعد المبكر التي يتمتع بها سائقو القطارات وموظفو أوبرا باريس ومجموعات أخرى، في نظام واحد قائم على النقاط.
وتقول حكومة الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” المقصودة الأولى من هذه الإضرابات المتوالية؛ إن هذه الإصلاحات ضرورية لجعل نظام التقاعد أكثر عدلا لجميع العمال وأكثر استدامة، إلا أن منتقدي الخطة يقولون إنها ستجبر معظم الفرنسيين على العمل لفترة أطول في مقابل أجور مخفضة.