عالم تركي يكتشف كارثة بيئية.. فكافأته السلطات بالإعتقال!
ذكر الأكاديمي والعالم التركي المختص في مجال الأغذية “بولانت شيك”، أن سلطات بلاده حكمت عليه بالسجن، لاكتشافه كارثة بيئية، مشيراً إلى أنه بدلاً من مكافأته، قامت بمعاقبته، في حين يستعد للطعن بالحكم.
وفي سرد لتفاصيل قصته قال العالم “شيك”: إنه “وبين الأعوام 2011- 2015 أجرت وزارة الصحة التركية دراسة استقصائية للصحة العامة في مقاطعات البلاد التي ينتشر فيها مرض السرطان.
وكان الهدف منها معرفة ما إذا كان هناك صلة بين انتشار هذا المرض والتلوث البيئي، وكنتُ أحد العلماء المشاركين من جامعاتٍ مختلفة بالبلاد في هذا البحث، الّذي تمّ إخفاء نتائجه لاحقاً من قبل الوزارة”.
وأضاف العالم التركي في تصريحه لـ “العربية نت” : “لقد شاركتُ في هذا المشروع من خلال الأبحاث المتعلقة بالأغذية والمياه، وأثناء تلك الفترة تمّ تحليل آلاف عينات الغذاء والمياه في مناطق البحث في مركز سلامة الأغذية والبحوث الزراعية بجامعة أكدنيز.
وتابع، “تم إنهاء هذا العمل بحلول نهاية عام 2015، حيث كان من المقرر الإعلان عن نتائجه عام 2016، لكن مع ذلك بقيت تلك النتائج مخفية عن الجمهور، لذلك قررت إتاحتها لهم ورفضت إخفاؤها”.
وأردف قائلاً : “نشرتُ بعض تلك الأبحاث في سلسلة من المقالات في جريدة جمهورييت عام 2018، ما دفع الوزارة لرفع شكوى بحقي واتهمتني بالكشف عن معلومات سرّية ومحظورة وفق المادة 258 من قانون العقوبات التركي، وحُكِم عليّ قبل أيام بالسجن لمدّة سنة وثلاثة أشهر”، لافتاً إلى أنه يستعد حالياً للطعن والاستئناف بالحكم الصادر ضده مؤخراً.
المعلومات التي نشرها “شيك” تشير بوضوح إلى أنه في بعض المناطق، كانت المياه تحتوي على معادن ثقيلة كالرصاص والزرنيخ والألمنيوم مع مستويات عالية من بقايا المبيدات في الأطعمة المختلفة، الأمر الّذي قد يُسبب مشاكلاً لصحة الإنسان، حسب وصفه.
كما أكد أنه في “كوجالي وإدرنة وكيركلاريلي وتيكيرداغ” وهي مناطق تصنيع مكثفة في بلدنا، تتعرضُ لتلوثٍ كيميائي واسع النطاق”، موضحاً: “من المُحتمل أن يكون هذا التلوث ناجم عن نفايات المنشآت الصناعية العاملة في المنطقة، لذلك من حق الجمهور معرفة هذه المعلومات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحياته”.
من جهتها، استنكرت منظمة “العفو” الدولية الحكم الصادر بالسجن 15 شهراً بحق العالم التركي، في بيان لها قبل أيام، مشددةعلى أن “شيك” نشرِ مقالاتٍ عن نتائج أبحاثه، عندما أدرك أن الحكومة لم تتخذ إجراءات لمعالجة مشكلة التلوث في بعض مناطق البلاد”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي