علاقة وثيقة بين “سيف العدل” الزعيم المحتمل لتنظيم القاعدة والنظام الإيراني
مرصد مينا
نشر موقع مقرب من التنظيم صورة التقطت في إيران قبل سنوات لمحمد صلاح الدين زيدان الملقب بسيف العدل الزعيم المتوقع لتنظيم القاعدة.في إيران.
ويظهر زيدان الجالس في الصورة التي يعود تاريخها إلى ما قبل 2015، إلى جانب كل من عبد الله أحمد عبد الله المكنى بأبو محمد المصري، وعبد الله رجب المكنى بأبو الخير المصري، وهما من قيادات القاعدة القدامى. فيما كشفت القضية رقم 401 المعروفة إعلاميا بإعادة تشكيل تنظيم الجهاد المصري في العام 1987 والتي اعتقل فيها الكثير من عناصر تنظيم الجهاد آنذاك، ومنهم زيدان الملقب بسيف العدل، أن رفاق الأخير اتهموه بإحياء التنظيم، وكانوا على صلة بإيران ومخابراتها بهدف تصدير الثورة الإسلامية إلى مصر.
وحسب أوراق القضية فقد التقى عناصر من تنظيم الجهاد الذي انتمى إليه سيف العدل في العام 1985 مع قيادات إيرانية بينهم آيه الله حسن روحاني، وبشخص فلسطيني يدعى بشير موسى نافع في معهد للدراسات الإسلامية في لندن من أجل تنسيق التعاون لتصدير الثورة الإيرانية إلى مصر، كما كشفت تلك الأوراق أنه عثر لدى عناصر بالتنظيم على مواد متفجرة وأسلحة وذخيرة تهدف لاغتيال شخصيات سياسية وأمنية رفيعة المستوى وتفجير منشآت حيوية وتهريب عدد من المتهمين من عناصر الجهاد المتواجدين في السجون المصرية.
الباحث في شؤون الحركات الجهادية عمرو عبد المنعم قال بحسب العربية نت إنه يجب الإشارة لزيارتين أجراهما تنظيم الجهاد المصري إلى إيران، الأولى قام بها القيادي محمد أحمد الصاوي، والثانية لحسن الهلاوي، كما يجب عدم الخلط بين ثلاث شخصيات تكنى بسيف العدل وجميعها من الشخصيات الجهادية القاعدية، وهي مصطفى أبو اليزيد من مدينة أبو كبير في محافظة الشرقية، ومحمد صلاح الدين زيدان من محافظة المنوفية، ومحمد إبراهيم مكاوي وهو من محافظة القاهرة، وجميعهم كانت كنيته في التنظيم سيف العدل.
كما أضاف: “لكي نفهم العلاقات بين تنظيم الجهاد وإيران سنركز على الزيارة الأولى لقيادي الجهاد أحمد الصاوي لطهران، والتي كشفتها أجهزة الأمن المصرية وعرفت حينها باسم قضية إعادة تشكيل تنظيم الجهاد رقم 401 لسنة 87، واتهم فيها شخصيات جهادية معروفة، أهمهم الصاوي وأسامة حميد الشهير بأسامة جغرافيا، وهو من محافظة الشرقية، وأحمد راشد محمد راشد من العباسية القاهرة، كما تم القبض في هذه القضية على قيادات في الجيش المصري حينها، مثل الضابط محمد البرم وصلاح الدين زيدان المكني بسيف العدل والعقيد محمد مكاوي وغيرهم.
عبد المنعم لفت إلى أن اعترافات الصاوي في القضية حملت الكثير من المعلومات والدلالات والأفكار، حيث تم ضبط دراسة مع الصاوي بعنوان “الثورة الإيرانية وظروفها” شارك فيها شخصيات جهادية فلسطينية وتركية وسورية اطلع عليها بحسب أوراق التحقيقات قيادات مثل حسن الهلاوي وعصام مطير وأيمن الظواهري ومجدي سالم، مضيفا أنه “فيما بعد بنى الظواهري وطاقم القاعدة على هذه الدراسة طريقة التعامل مع إيران من حيث المذهب والسياسة، وخالف فيها ما توصلت له مثلا دراسة “الخمينية والحل البديل” لفتحي الشقاقي مؤسس تنظيم الجهاد الفلسطيني، وكتاب “الثورة الإيرانية الجذور الأيديولوجية” لإبراهيم الدسوقي شتا الذي كان متعاطفا مع التوجهات الإيرانية في ذلك الوقت.
يشارأن لجنة الخبراء ذكرت في تقرير لمجلس الأمن الدولي، أن التنظيم لم يعلن خلافة سيف العدل لأيمن الظواهري، بسبب وجوده في إيران، مؤكدة تبني معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وجهة نظر أن سيف العدل بات زعيما فعليا لا منازع له للتنظيم. ووفق ما كشفه سابقا مصدر أمني مصري فإن محمد صلاح الدين زيدان كان يتولى قيادة الجناح العسكري لتنظيم القاعدة، وخلطت أجهزة مخابرات غربية بينه وبين محمد إبراهيم مكاوي القيادي السابق في التنظيم حيث اعتقدت أن مكاوي هو نفسه سيف العدل.
يذكر أن سيف العدل ولد بمحافظة المنوفية شمال القاهرة عام 1960، وانضم للجيش المصري لكنه اعتقل في عام 1987 بتهمة محاولة إحياء “تنظيم الجهاد” المتهم باغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، وشارك في محاولة اغتيال اللواء حسن أبو باشا وزير الداخلية الأسبق، ثم سافر لأفغانستان وتزوج من ابنة مصطفى حامد المكني بأبو الوليد المصري المستشار السياسي لأسامة بن لادن. كما توجه بعدها إلى السودان عام 1992 مع مؤسس التنظيم أسامة بن لادن، وكلفه الأخير بمسؤولية تدريب المقاتلين في قندهار، كما تولى تنفيذ عمليات للتنظيم في الصومال وأفغانستان.
ولاحقا شغل منصب رئيس اللجنة الأمنية للقاعدة في منتصف التسعينيات، ومنحه بن لادن عضوية مجلس شورى التنظيم، ثم تولى مسؤولية البنية العسكرية للقاعدة، وأقام معسكرات تدريب في السودان وباكستان وأفغانستان.
لكن بعد القصف الأميركي لأفغانستان في العام 2001 فر إلى إيران ومازال يرجح وجوده فيها حتى الآن. فيما كشفت معلومات أن طهران اعتقلت وليد مصطفى حامد صهر سيف العدل، وأدين بتهمة التخابر، وتم حبسه بسجن أفين.