على وقع صدامات قبلية.. السودان يفرض حظرا للتجوال
أعلنت السلطات السودانية في بورتسودان حظراً للتجول ليل أمس الاثنين، جراء حالة التوتر التي عمت المنطقة، بسبب احتجاجات قبلية أدت إلى سقوط 3 قتلى و24 جريحاً.
ولفت مصادر إعلامية سودانية، إلى أن الاحتجاجات، اندلعت بعد أن اعترضت قبيلة “الهدندوة” على الاستقبال الشعبي الكبير الذي نظمته قبيلة البني عامر، المنافسة لها، لزعيم الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة المتمردة، “الأمين داوود”، والذي ينحدر من قبلية البو عامر.
ولم تحدد السلطات السودانية مدة حظر التجول، حيث أعلنت لجنة أمن ولاية البحر الأحمر أن حظر التجول سيستمر يومياً من الساعة الخامسة مساءاً وحتى الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي، وحتى إشعار آخر.
في غضون ذلك، أكد شهود عيان أن الاحتجاجات والمناوشات بين القبيلتين المتنافسيتن، سرعان ما تحولت إلى اشتباكات بالسلاح الأبيض وأعمال شغب تخللها إضرام نار في حافلة صغيرة لنقل الركاب، لا سيما وأن السنوات الماضية شهدت عدة صدامات بينهما.
تزامناً، كشفت مصادر طبية أن بعض مصابي الاشتباكات يرقدون في المشفى بحالة خطرة، دون تقديم أي معلومات إضافية حول طبيعة الإصابات وأماكنها، أو إذا ما نتجت عن أسلحة نارية أم أسلحة بيضاء.
من جهتها، أشارت وكالة أنباء السودان الرسمية “سونا” أن “داوود” هو واحد من زعماء الحركات المتمردة في المنطقة، وأن أنصاره قد احتشدوا في بورتسودان للاستماع إلى كلمة له وسط حفل استقباله، لافتةً إلى أن الخطاب تناول قضايا شرق السودان وحقه المشروع في توظيف ثرواته من المعادن والذهب وثرواته البحرية لمعالجة قضايا الصحة والتعليم، ودعوته إلى فتح الحدود مع دولة إريتريا وتوظيف الجوار لتحقيق المصالح العامة”.
وكان الملف الأمني والسلم الأهلي قد شكل التحدي الأبرز للحكومة الانتقالية في السودان، منذ تشيكيلها، لا سيما في ظل انتشار الصراعات القبلية في العديد من المناطق والمدن السودانية، والتي تمتد لعقود.
كما استهل رئيس الوزراء السوداني “عبد الله حمدوك” أعمال حكومته التي تم تشكيلها في أيلول الماضي، بالتأكيد على أن إيقاف الحرب وبناء السلام تمثل أولويات العمل الحكومي خلال الفترة الانتقالية، ليتوج جهود حكومته باتفاق سلام مع العديد من الحركات المسلحة المتمردة في السودان، فيما عرف إعلامياً باتفاق “جوبا”، نسبة إلى عاصمة جنوب السودان التي تم فيها توقيع الاتفاق.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي