fbpx
أخر الأخبار

غزة: من الترانسفير إلى ترامبسفير

زاوية مينا

“بيده الممسكة بإبريق الشاي وهو يغلي على بابور الكاز قالها بيكاسو:

ـ البشرية تلفظ أنفاسها الأخيرة؟

ربما كان يتابع مشهد رحيل غزة الذي يلزمه ألوان جديدة من أجل غرنيكا جديدة.

ثمن باهض، ولكنه أقل كلفة من الحياة”.

هو منشور على الفيس بوك، فـ “ثمة ما يعلو على غرنيكا”، وهو المشهد الذي يطرح السؤال:

ـ نحو أي اتجاه ستمضي كارثة الغزاويين وقد باتوا ما بين نارين:

نار الآلة الإسرائيلية الأكثر توحشاً من أيّة آلة قتل إسرائيلية، وسطوة “حماس” وقد زجت الفلسطينيين بالكارثة التي تتنقل من حكمهم لغزة، وصولاً إلى تسليمهم  إلى فظائع الحرب بما أنتجت من تداعيات وخراب، فيما اللعبة على الجانب الآخر، ستحملها الأيام التالية، لتكون التراجيديا الفلسطينية بعينين مفقأتين، فيما العالم “لايعلم” وإن أخذ علماً فلا إرادة له برد الكارثة، ومن ملامح ما سيأتي، اقله ما تنشره الصحافة الإسرائيلية، فهذه “ها آرتس” تقول بأن الرئيس الأمريكي ترامب، يواصل البحث عن مكان لنقل سكان غزة إليه، دون مراعاة أن الحديث يدور عن مليوني رجل وامرأة وطفل والقطاع هو بيتهم وأرضهم.

وستنقل “ها آرتس” معلومات تفيد بأنه في الأسبوع الماضي، علم أن إدارة ترامب تنظر في “إعادة تموضع” لسكان قطاع غزة إلى إندونيسيا لترميم القطاع.

وستعلق “ليس لإبداعية ترامب الجغرافية السياسية حدود: لتحويل قطاع غزة إلى سنغافورة سيجري “إخلاء – بناء” لمليوني نسمة إلى إندونيسيا”.

أما الآن فيقترح ترامب نقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن. في حديث مع صحافيين في طائرة “اير فورس 1” قال ترامب إن القطاع “موقع هدم حقيقي في هذه اللحظة. يكاد يكون كل شيء مدمراً، والناس يموتون هناك، كنت أود أن تأخذهم مصر والأردن… نحن نتحدث على ما يبدو عن مليون ونصف نسمة. وببساطة، سننظف هذا الموضوع كله”.

تبدو خطة الولايات المتحدة هي لنقل الفلسطينيين من القطاع لثلاث دول عربية ودولة أخرى في آسيا لمدة نصف سنة حتى سنة، ثم خروجهم منها بداية 2026، لكن ليس عودة إلى القطاع بالضرورة. بكلمات أخرى: ترانسفير (ترحيل). أو إن شئتم ترامبسفير.

لقد سبق لترامب أن تحدث في هذا الشأن مع الحكام ذوي الصلة: عبد الله الثاني ملك الأردن، وعبد الفتاح السيسي رئيس مصر. فقد قال لعبد الله: “يسرني أن تأخذوا على أنفسكم أكثر، لأني أنظر إلى كل قطاع غزة في هذه اللحظة، وهذه فوضى. حقاً فوضى”، وكما كان متوقعاً، بلغت مصر الولايات المتحدة بأنها لن تستقبل حدودها لاجئين فلسطينيين.

بهذه الوتيرة، كفيل بترامب إرسال سكان غزة “طوعاً” إلى الفضاء ليسكنوا المريخ بروح وعده أثناء خطاب اليمين القانونية “لتوسيع حدود الممكن إلى ما وراء النجوم، ورؤية علم الولايات المتحدة يرفرف على المريخ”. فلماذا ليس علم فلسطين أيضاً؟ ربما يتكبد شريكه إيلون ماسك عناء الأمر الآن.

من انقض على الفكرة كغنيمة عظيمة هم ممثلو اليمين المتطرف في إسرائيل ممن يحلمون منذ عقود بترحيل الفلسطينيين. “فكرة مساعدتهم في إيجاد أماكن أخرى لبدء حياة جيدة جديدة تبدو فكرة رائعة”، قال سموتريتش، أما النائب بن غفير الذي يواصل طريق مئير كهانا فاقترح أن تنفذ الحكومة الفكرة بنفسها. قل لي من يتحمس لأفكارك أقل لك مدى هذيانهم.

النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني لا يمكن تسويته بحلول سحرية. بالتأكيد ليس حين تتحلى بالترانسفير وتتضمن تطهيراً عرقياً. يجمل ألا تطرح أفكار تعطل اتفاقات السلام بين إسرائيل وكل من مصر والأردن.

 ما أخذنا علماً به سيعيد السؤال:

ـ إذن ما الذي أنتجه طوفان الأقصى إياه، وإلى أين أوصل الغزاويين؟

ستجيب حماس:

ـ انتصرنا.

وستجيب الأيام:

ـ لقد تسببتم بـ “الإبادة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى