غضب في تركيا.. فيديو يكشف تفاصيل جريمة قتل أفراد العائلة الكردية
مرصد مينا- تركيا
أثارت حادثة الهجوم المسلح على عائلة كردية في ولاية قونية التركية، والذي أسفر عن مقتل 7 من أفراد الأسرة، استياء الشارع التركي، حيث شهدت العاصمة أنقرة وعدة مناطق أخرى في البلاد، مظاهرات منددة بما وصفها المتظاهرون بالـ “مجزرة”.
وسائل إعلام محلية، قالت إن مظاهرة انطلقت اليوم الأحد في أنقرة، ورفع المتظاهرون شعارات “الدولة القاتلة ستحاسب”، في حين واجهتهم الشرطة بالغازات المسيلة للدموع.
كما شهدت محافظة وان، مظاهرات منددة بالهجوم المسلح على الأكراد، وبالمثل تم فضها بالقوة من قبل الشرطة.
وحول هذه الواقعة، تجدر الإشارة إلى أن 5 مدعين عامين، بمن فيهم رئيس النيابة العامة، والمدعي العام الذي شارك في تشريح الجثث، و3 مدعين عامين آخرين، وعدد من المحامين، عقدوا مؤتمر صحفيا بعد الكشف عن مقطع فيديو يوثق “مجزرة” تعرضت لها عائلة دادا أوغلاري الكردية في ولاية قونية التركية.
وحسبما نقلت وسائل إعلام عن المحامين فإن” المهاجم جاء إلى منزل الأسرة قبل المجزرة مباشرة، وجلس لمدة 20 دقيقة، وتحدث إلى الأب الذي يدعى ياشار دادا أوغلاري”.
وأضافوا أن “الجاني أحضر سيارته إلى بوابة حديقة المنزل حوالي الساعة 17:50 بالتوقيت المحلي، في تلك اللحظة، تبين أن الابنة الصغرى في المنزل وأختها الأخرى كانتا قادمتين من عند الجار الخلفي.. تجاذب معهم الجاني أطراف الحديث سيرا على الأقدام”.
كما أوضح المحامون أن “الجاني والأب جلسا مقابل بعضهما البعض على الكرسي، وفي هذه الأثناء، كانت نساء المنزل جالسات على الحجارة المجاورة لهم، خمسة أشخاص أو ما شابه، يتحدثون قليلا، مدة تلك المقابلة حوالي 20 دقيقة، ثم ودعوا الجاني”، مشيرين إلى أنه “بعد 18 دقيقة، عاد الجاني، وفتحت الأسرة الباب له، ودخل الرجل وجلس، وكانت معه حقيبة زرقاء في يده، أخرج منها بندقية، وعندما أطلق الجاني النار، قفزت فتاة صغيرة عليه، للحصول على البندقية، وثم قفزت امرأة أخرى على الرجل وحاولوا الحصول على البندقية، ثم انضم إليهم آخرون، لكن الجاني خلص نفسه منهم جميعا، وتحرك بعيدا عنهم واستدار وبدأ يطلق النار عليهم جميعًا”.
موقع “زمان” الإلكتروني المعارض، قال إنه “تم استخلاص هذه الرواية وفقا لمقطع فيديو واحد، وسيتم الكشف عن مقاطع فيديو أخرى تخص الواقعة”.
يشار إلى أن أفراد هذه العائلة، كانوا قد أصيبوا بجروح خطيرة في شهر أيار/ مايو الماضي، إثر هجوم شنه عدد من جيرانهم بسبب قوميتهم الكردية قائلين لهم “ليس مسموحا للأكراد بالعيش هناي” وذلك حسبما نقلت وكالة “فرانس برس” عن أحد أفراد هذه العائلة الذي قتل بهجوم أول أمس.
وكان الضحية قد اتهم حينها جهازي الشرطة والقضاء بمحاباة المهاجمين، مؤكدا أن جميع أفراد الأسرة يخشون على حياتهم.
بدوره، اعتبر وكيل الدفاع عن الضحايا المحامي “عبد الرحمن كارابولوت”، أن إطلاق سراح مرتكبي الهجوم الأول منحهم شعورا بالإفلات من العقاب، مضيفا لقناة “آرتي تي في” التلفزيونية “إنه هجوم عنصري بالكامل، القضاء والسلطة يتحملان نصيبهما من المسؤولية عما حدث”، إلا أن السلطات سارعت إلى نفي الطابع العنصري للجريمة.
من جهته قال وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو” أمام الصحافيين إن الجريمة سببها عداء مزمن بين عائلتين، معتبرا أنه من “الاستفزاز” اعتبار ما حدث جريمة عنصرية.
وأضاف أنه “ليس هناك أي علاقة لهذا الهجوم بالمسألة التركية-الكردية. إن الربط بين هذين الأمرين يعادل في خطورته خطورة الهجوم”.
لكن “حزب الشعوب الديمقراطي” المؤيد للأكراد رفض تصريح الوزير، معتبرا أن ما شهدته قونية من جرائم راح ضحيتها مواطنون أكراد يندرج في إطار الهجمات التي تستهدف الأكراد والتي تزايدت وتيرتها في السنوات الأخيرة.
يذكر أن هذا ثاني هجوم مميت يستهدف الأكراد في قونية خلال شهر، إذ قتل في 21 تموز/ يوليو الماضي، فلاح كردي على أيدي مهاجمين كانوا هددوه سابقا قائلين له “لا نريد أكرادا هنا”، حسب تصريحات لأقارب القتيل نقلتها وسائل إعلام محلية.