فرصة تاريخية”.. فورين أفيرز: الظروف مواتية للتخلص من النفوذ الإيراني في العراق
مرصد مينا – العراق
اعتبرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية أن العراق أمام “فرصة تاريخية” يستطيع فيها انتزاع سيادته من إيران، واستعادة هيبته.
المجلة ذكرت، في تحليل لها، أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ألمح في بيان قدمه للبرلمان العراقي، منتصف الشهر الجاري، إلى أن أصعب المهام المنوط بها هي فرض هيبة الدولة وإعادة “الميليشيات الشيعية” تحت سيطرة بغداد بعيدا عن طهران.
وأشارت المجلة إلى أن الحكومات العراقية السابقة فشلت في الحد من نفوذ الميليشيات الموالية لإيران، وخلال سنوات 2014 و2018 سعى حيدر العبادي إلى وضعها تحت سيطرة الدولة، ولكن السياسيين المدعومين من طهران تفوقوا عليه، وحتى أنهم تفوقوا على بديله فيما بعد عادل عبد المهدي، الذي زاد ميزانية الحشد الشعبي بنسبة 20% خلال 2019، وساعد على تمكين الميليشيات لتوسيع وجودها في المناطق الاستراتيجية، وبما في ذلك المناطق الحدودية بين العراق وسوريا، الأمر الذي سمح لعناصرها بالتنقل بحرية بين البلدين.
كما لفتت “فورين أفيرز” إلى أن التظاهرات التي حصلت في البلاد، منذ تشرين الأول 2019، والتي لم يستطع القمع والقتل ولا حتى الخوف من فيروس كورونا كبح جماحها، رفضت صراحة استمرار تدخل إيران في الشأن العراقي، وأدت إلى استقالة الحكومة، للمرة الأولى في تاريخ العراق الحديث بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003.
وذكرت المجلة أن التظاهرات طالبت أيضا بدعم آية الله علي السيستاني، أعلى سلطة شيعية في البلاد، والذي يسعى بدوره إلى تجريد الميليشيات من شرعيتها الدينية، حيث انشقت 4 فصائل تابعة له “فرقة العباس، والإمام علي، ولواء علي أكبر، وكتائب أنصار المرجعية” عن الحشد الشعبي وأصبحت تتبع مكتب رئيس الوزراء، في رسالة بأن السيستاني يسحب تأييده للفصائل المستمرة في موالاتها للحرس الثوري الإيراني.
وأشارت المجلة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أتعبت طهران وقدرتها على الاستمرار في دعم وكلائها الإقليميين، كما أن إيران تعاني في سوريا ماليا، وهي تحت ضغط عسكري هائل من إسرائيل. وخلصت المجلة إلى أنه بالرغم من أن “اضمحلال النفوذ الإيراني بين عشية وضحاها، ضرب من الخيال”، إلا أن الظروف الحالية مواتية لتحقيق أهداف الكاظمي، والحد من النفوذ الإيراني في بلاده، لاسيما في ظل وجود رئيس للبلاد مثل برهم صالح، الذي يقدم كل الدعم السياسي في مسعى لاستعادة هيبة العراق وسيادته، والذي أصر على رفض تعيين رئيس وزراء لا يقبله المتظاهرون.