فك شيفرة لغز الآليات العسكرية المهجورة في ليبيا
وأخيراً وبعد شهر وأكثر على اكتشاف زورق نفاث مجهول وغريب، على السواحل الليبية تم معرفة أصحابه الحقيقيون، لكن إلى الآن لا توجد أخبار مؤكدة حول المهمة “السرية” التي كان يؤديها الزورق.
حيث كشفت صحيفة The Malta Independent المالطية أن الزورق السريع الذي عثر عليه مهجورا في تموز الماضي قرب ميناء الزويتينة، كانت تستخدمه شركة عسكرية خاصة في مهمة على السواحل الليبية.
نقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية مطلعة؛ أن الزورق المطاطي الذي تستخدمه في العادة قوات العمليات الخاصة، والذي عثر عليه في منطقة تبعد عن بنغازي بنحو 150 كليومترا، كان في مهمة سرية لمراقبة شحنات الأسلحة.
بينما أبلغت المصادر العسكري الصحيفة بأن فريقا من الشركة العسكرية الخاصة كان في مهمة على سواحل ليبيا على متن زورقين سريعين، تعطل أحدهما فاضطر الفريق إلى تركه على الشاطئ، والعودة في زورق واحد إلى مالطا، حيث احتجزت السلطات عددا من ركابه لعدم حصولهم على تأشيرات لدخول الجزيرة.
كذلك ذكرت الصحيفة المالطية أن مواقع إخبارية ليبية، في البداية أن الزورق السريع الذي عثر عليه قرب ميناء لزويتينة يعود للقوات المسلحة المالطية، فيما رجحت أخرى أن يكون الزورق قد استعمل من قبل قوات خاصة أو فريق استخباراتي لدولة غربية ضد متشددين من تنظيم “داعش” ينشطون في المنطقة.
وأبلغت القوات المسلحة المالطية الصحيفة بأن الزورق السريع المذكور ليس من ممتلكاتها، فيما قالت الشركة المالكة، إن الزورق استؤجر من قبل شركة مالطية تشتغل في مجال صناعة النفط والغاز لاستخدامه في عمليات الدعم اللوجستي.
وأفادت الشركة صاحبة الزورق بأن العميل الذي استأجره أبلغها بأن الزورق أصيب بأضرار نتيجة سوء الأحوال الجوية، وغمرته المياه وكان من المستحيل إنقاذه، ولذلك تم التخلي عنه.
هذا وعلّقت الصحيفة المالطية، مشيرة إلى أن المعلومات الجديدة التي حصلت عليها، تظهر أن الأشخاص الذين استأجروا الزورقين السريعين لم يكونوا صرحاء مع الشركة المؤجرة.
فقد كشفت المصادر العسكرية للصحيفة أن مجموعتين تنتميان لشركة خاصة يقودها شخص من جنوب إفريقيا كانتا على متن زورقين سريعين قبالة سواحل بنغازي في مهمة “لمراقبة شحنات الأسلحة المتجهة إلى ليبيا”.
وتقول المصادر العسكرية باحتمال أن يكون المتعاقدون الخواص قد استخدموا من طرف شركة أمنية محلية خاصة بعد أن تم التعاقد معها بالباطن من قبل شركة عسكرية أمريكية خاصة.
كما رأت المصادر العسكرية أن قائد هذه المجموعة الأمنية الغامضة في لحظة ما “تجمدت الدماء في عروقه” من الخوف وقرر التوجه إلى مالطا، إلا أن أحد الزورقين أصيب بأعطال في محركاته، وتعين التخلص منه، فيما انتقل ركابه إلى الزورق الثاني.
وكشف مصدر أن الكثير من المعدات فقدت في هذه العملية السرية، التي قيل أنه لا يوجد ما يوحي بأنها “غير قانونية”.
وتعود القصة إلى نهاية شهر تموز الفائت حيث وجد خفر السواحل الليبي زورق نفاث مهجور مجهول الهوية قرب ميناء زويتينة على الساحل الليبي، لكن الزورق لم يكن مجهولاً بالكامل فقد كتب عليه اسم “فاليتا” أي مالطا، ما رجح أن يكون تابع للسلطات المالطية التي لك تؤكد أو تنفي.
مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا الإعلامي