فورين بوليسي: بشار الأسد أضاف فصلاً جديداً إلى دليل الحكام المستبدين
مرصد مينا
أثارت بينت شيلر، رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة “هاينريش بول في مقال بمجلة “فورين بوليسي” الأميركية تساؤلات حول عودة بشار الأسد إلى المجتمع الدولي بعدما ما ارتكبه من جرائم في الحرب السورية التي تعدّ الأكثر توثيقا في التاريخ، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية، واستخدامه الأسحلة الكيميائية ضد شعبه في انتهاك صارخ للمعاهدات الدولية؟
وتُرجع كاتبة المقال ذلك إلى عوامل من أبرزها الغطاء الدبلوماسي الذي وفرته روسيا والصين للنظام السوري في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والدعم العسكري الهائل الذي قدمته كل من روسيا وإيران، ولولاه لكان الجيش السوري، الذي تقلص حجمه إلى النصف بحلول عام 2013، قد انهار منذ سنين.
ومن العوامل التي ساعدت نظام بشار الأسد أيضا، بحسب الكاتبة، فشل التدخلات العسكرية في أفغانستان والعراق وليبيا، التي كانت ذريعة لرفض خيار التدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة والغرب حتى قبل مطالبة المعارضة السورية به، وذلك على الرغم من اختلاف الظروف بين سوريا وتلك البلدان.
تقول شيلر إنه بالنظر إلى ما حدث في البلدان المذكورة آنفا، فإن التقاعس عن التدخل العسكري ضد الأسد قد يكون مفهومًا، لكن من الصعوبة بمكان تفسير أو تبرير التقارب الدبلوماسي الذي يجري الآن مع النظام السوري.
وأشارت إلى أن النظام السوري نجح في إقناع الفاعلين الدوليين بأنه يسعى للاستمرار في حكم البلاد، وأن العنف الذي يمارسه وسيلة ضرورية وإن كانت قاسية للحفاظ على الدولة، موضحة أن نظام الأسد الذي يسعى لتقديم نفسه على أنه جهة فاعلة عقلانية مستعدة للانخراط في حوار إستراتيجي، فإن بإمكانه لتحقيق ذلك الانتظار حتى تنحسر موجة الرأي العام السلبي حيال ممارساته.
ورأت شيلر أن تدفق اللاجئين السوريين نحو دول الاتحاد الأوروبي أسهم في صعود الشعبوية اليمينية في أوروبا، كما أسهمت الفوضى المتصاعدة والصراع في السماح للنظام السوري بتقديم نفسه على أنه الحل الأمثل لتوفير الاستقرار في سوريا والمنطقة.
وخلصت شيلر إلى أن الرئيس السوري أصبح محل إعجاب لدى الأنظمة الاستبدادية لأنه أضاف فصلا جديدا إلى دليل الحكام المستبدّين للبقاء مع ضمان سبل الإفلات من العقاب في كل شيء، الأمر الذي ينذر بمستقبل أكثر عنفًا وأقل استقرارًا في العالم.