فيس بوك يهدد الاستقرار العالمي
تحاول أوربا وشركات أخرى مواجهة ما تسميه “خطر فيس بوك” والذي هو في أصله مواجهة بين أوربا وأمريكا على سيادة العالم الافتراضي.
حيث بدأت أكثر من 26 مؤسسة عالمية “تحركا عاجلا”، من أجل تهديد شركة “فيسبوك” الاستقرار العالمي، فقد نشرت صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية تقريرا حول فتح جهات تنظيمية دولية وأوروبية تحقيقات بشأن إطلاق “فيسبوك” عملتها الرقمية المشفرة “ليبرا”.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أنها ستوجه أسئلة لفيسبوك، بسبب القلق البالغ، بشأن تهديد تلك العملة الرقمية الاستقرار المالي العالمي.
ونقلت فاينشيال تايمز، عن مصادر أن مسؤولين في 26 بنكاً مركزياً عالمية بينهم، مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والبنك المركزي الإنجليزي سيتوجهون لمسائلة فيسبوك.
وأوضحت المصادر أن ممثلين من تلك المؤسسات المالية، مع ممثلين لفيسبوك والمختصين بعملة “ليبرا” في بازل، غدا الاثنين 16 أيلول، وتابعت الصحسفة البريطانية قولها”المسؤولين سيسعون للحصول على معلومات حول نطاق تلك العملة وتصميمها وكيفية عملها”.
كما أن مسؤولي فيسبوك، رفضوا طلب التعقيب على تلك التقارير، وأشارت “فايننشيال تايمز” إلى أن دول أوروبية عديدة مثل “فرنسا وألمانيا” أعلنت بصورة علنية، أنها لن تنوي التصريح بعمل “عملة ليبرا” التابعة لفيسبوك في بلادها، وقالت فرنسا وألمانيا إن عملة “ليبرا” تشكل تهديدا لسيادة دول الاتحاد الأوروبي.
وتواجه عملة فيسبوك “ليبرا” تحديات كثيرة لإقناع الحكومات والجهات ذات العلاقة بتقبلها، وكان آخرها الموقف الفرنسي الرافض لها، بسب ما تراه باريس مخاطر مالية تنظيمية للعملة الإلكترونية، فالموقف الفرنسي الرافض لعملة فيسبوك جاء على لسان وزير المالية “برونو لو ماير”، حيث لا يرى وضوحا حول آلية عمل “ليبرا”، مضيفا أنه لا يمكنها العمل في أوروبا في ظل الظروف الحالية، وأشار الوزير إلى المخاطر المالية التنظيمية، ومخاطر السيادة، واحتمال إساءة استخدام هيمنة السوق، كما قال وزير المالية الفرنسي قوله في مؤتمر لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس: “إن ليبرا تعرض سيادة الحكومات للخطر”.
أضاف الوزير الفرنسي: “كل هذه المخاوف حول ليبرا خطيرة، لذلك أود أن أقول هذا بكل وضوح: في ظل هذه الظروف، لا يمكننا منح تصريح بتطوير ليبرا على التراب الأوروبي”.
ويعد وزير المالية الفرنسي أحد المعارضين الصريحين لعملة فيسبوك منذ أن كشفت الشركة الأميركية عن المشروع في حزيران الماضي.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي