في حمص.. الولاء للأسد شرط لعودة بعض أهاليها
عاد ما يقارب 1000 من أهالي القصير الواقعة في ريف حمص الغربي الى المدينة بعد تهجير دام حوالي ثماني سنوات بعد المعارك الطاحنة التي دارت فيها.
وجاء في تصريح لوكالة أنباء ألمانية على لسان عضو المكتب التنفيذي لمدينة القصير “طوني كاسوحة”:أنه “عاد يوم الأحد حوالي 969 شخصا، ينتمون إلى 442 عائلة من أهالي مدينة القصير، وهذه العائلات كانت تقيم في منطقة حسيا والقلمون والبريج، بعد تهجير دام قرابة الثماني سنوات”.
كما نوه “كاسوحة” أنه وبعد اعادة تأهيل مرافق المدينة والخدمات الأساسية فيها سيتم العمل على عودة دفعات أخرى من أهالي القصير، خلال الفترة المقبلة.
في حين نشرت وكالة رويترز عن مدينة القصير والعائدين إليها أن: “أجزاء كبيرة من المدينة محطمة، ولم يرجع من الآلاف الذين فروا من العنف سوى نحو عشرة آلاف شخص فقط، أي عشر تعداد سكان المدينة قبل الحرب”.
من جهته قال مصدر في المعارضة السورية أن أغلب العائدين إلى المدينة هم موظفين لدى الحكومة، مشيراً ان النظام أجبرهم على العودة من أجل تحسين صورته أمام الإعلام بسعيه لإعادة المهجرين الى بلداتهم ومدنهم، وأكد أن هذه الأعمال إنما هي شكلية وتهويل اعلامي أكثر منها كحقيقة.
تعتبر مدينة القصير التابعة لمحافظة حمص وسط البلاد والمحاذية للحدود السورية اللبنانية مركز ثقل عسكري تابع لحزب الله اللبناني ويتمتع بنفوذ قوي فيها، بما في ذلك السيطرة على حركة الناس، وبذلك حولها لمنطقة أمنية بحتة بحيث لا يدخلها سوى من يحمل تصريحا أمنيا بذلك.
مصادر للنظام السوري أكدت أن العديد من أهالي القصير ممن تركوا المدينة سابقا بسبب المعارك العنيفة التي دارت فيها، قد عادوا إليها الآن واحتشدوا في الشوارع احتفالا بذلك، وقد رفع بعضهم رايات حزب الله اللبناني ذات اللونين الأخضر والأصفر.
لكن في المقابل بعض العائدين ممن رفضوا التصريح عن اسمائهم أكدوا أن عودتهم بغرض الاطمئنان على ممتلكاتهم، ومنازلهم التي قد تركوها، وسيغادرون المدينة بعد ذلك للعدم توفر مقومات الحياة فيها حاليا، وأن بيوتهم تضررت لدرجة تجعلها غير صالحة للسكن.
كما أفاد ناشطون من مدينة حمص إلى أن أهمية القصير بالنسبة للنظام، تختلف عن باقي المناطق وذلك لحساسية الموقف الطائفي والذي يحول دون عودة السكان الأصليين الى مدينتهم، فمثلا منطقة البرهانية والتي تعد أكبر بلدات مدينة القصير، وتتميز بأنها ذات أغلبية سنية وهي ملاصقة لبلدة زيتا، ذات التموضع الشيعي، مما يعني عدم موافقة “حزب الله اللبناني ” المسيطر على المدينة بمشاركة قوات النظام من السماح للأهالي من المعارضين للنظام بالعودة إليها، ناهيك عن استغلالهم لمنازل وأراضي السكان.
وصرح محافظ مدينة حمص لدى النظام السوري “طلال البرازي” لوسائل الإعلام السورية أن 30% على الأقل من مدينة القصير قد تعرض للدمار بسبب المعارك العنيفة التي دارت قبل سنوات، مشيراً أن إعادة إصلاح الأضرار التي لحقت في المدينة “لن تتم على وجه السرعة”، وأن ذلك يحتاج للوقت، بحسب وصفه.
البرازي وفي اجتماع له مع عدد من أهالي مدينة القصير قال يوم الجمعة الماضي أن الحكومة اتخذت المزيد من التدابير والإجراءات اللازمة من أجل عودة المزيد من أهالي المدينة إلى مناطقهم بعد أن حررها: “الجيش من الإرهاب، ومؤسسات المحافظة ستعمل وفق جهود مضاعفة، وخطة عمل واضحة لتسريع تأمين الخدمات الرئيسية، من كهرباء ومياه، والمراكز الصحية، والصرف الصحي، إضافة إلى إزالة الأنقاض، من أجل أن المدينة بعد أشهر لحياتها الطبيعية”.
حكومة النظام وعبر مبادرات أطلقتها تسعى لإعادة سكان القصير ممن نزحوا داخل سوريا ويبلغ عددهم 6.2 مليون شخص كانوا قد فروا إلى مناطق المعارضة، لكن هذه المبادرات لم تحظى بالنتائج المطلوبة، ولقيت استجابات وصفت بالضعيفة.
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.