fbpx
أخر الأخبار

في عالم لا يقبل نصفك.. أين رهن بشار الأسد نصفه الثاني؟

زاوية مينا

لن ترفع روسيا سلاحها بمواجهة تركيا حماية للأسد فطريق موسكو إلى المتوسط يمر من مياهها، والعلاقة ما بين بوتين وأردوغان علاقة مساكنة مريحة لكلا الطرفين.

فيما تقهقرت إيران ما بعد حرب الجنوب اللبناني إلى ما وراء القوّة وصولاً لاحتمال انكفائها وراء حدودها مع جوائز ترضية تتقلص يوماً وراء يوم، غير أن ما تبقّى من جوائز الترضية قد يكون كفيلاً بأن يبدأ محمد جواد ظريف مستشار الرئيس الإيراني بمخاطبة يهود العالم (في واقع الحال يهود إسرائيل) بـ “شالوم”، مع إدراكه بأن المشروع الإيراني اليوم، لن يكون كما حاله بالأمس، فتصدير الثورة لم يعد يحمل أيّة قيمة بمواجهة عوائق تصدير النفط، وحين يتصل الأمر بسوريا فلابد أن تغسل طهران أيديها لحظة المواجهة الكبرى التي يشتغل أردوغان عليها بمطامحه الواسعة والمتضمنة إلحاق حلب بأنقرة، وتكريس واقع جغرافي جديد لسوريا يجعل من بشار الأسد مجرد متفرج على اللعبة أو ضحية لها.

وكانت اللحظة المواتية قد مُنحت لأدروغان ما بعد شتات حزب الله في لبنان، وسحب معظم قوّاته من سوريا (النبل والزهراء) وسواهما، ما جعل قوّات بشار الأسد وحيدة في معركة لم تعتد خوضها بلا الداعم الروسي والحليف الإيراني دون نسيان الإنهاك الذي أصاب جيشه من جهة، وضعف إدارته من جهة أخرى، ما فتح الطريق للجولاني إلى حلب باستسهال مبالغ به، وهو الطريق الذي لابد أن شاركت أنقرة في رسمه دون أيّة إعلانات صريحة، فيما مجهول أنقرة بالغ الوضوح فالجولاني مضافاً للفصائل المسلحة من المعارضات السورية تقتات على خبز أنقرة، وتأخذ من مظلتها أسباب وجودها وقوّة هذا الوجود، ما جعل توقيت فتح المعركة مع قوّات الأسد أكثر ملاءمة بعد تقاطع عاملين:

تقهقر الحليف الإيراني من جهة، وتحييد الحليف الروسي من جهة أخرى، وكانت السيدة الينا سوفولينا وهي مستشارة مركز الدراسات الدولية في موسكو قد أجابت عن سؤال يتصل بتحييد القوات الروسية عن معركة حلب بالقول “ليست مهمة القوات الروسية في سوريا أن تقاتل بالنيابة عن الجيش السوري”، ما يعني ترك قوّات الأسد وحيدة في مواجهة غزوة محاربين مدربين بل ومزودين بأسلحة حاسمة لم تخل من المسيّرات الانتحارية، ما جعل قوّات الأسد عاجزة عن المواجهة وما جعل قوّات الفصائل تتقدم على الأرض كما لو في نزهة، والنتيجة كانت إسقاط مدينة حلب وريفها، ما يعني إسقاط ثلثي سوريا بيد المعارضة، ليتبقّى لبشار الأسد مساحة القصر الجمهوري دون أن يحدّد خياراته بما جعله كـ “راكب حصانين”، وراكب الحصانين “يُفشخ”، فقد اختار الرجل طهران وغازل إسرائيل بآن واحد، كما فرّط بالاحتضان العربي لشخصه، ما جعله نصف حليف هنا، ونصف صديق هناك، ونصف عدو هنا ونصف عدو هناك، وبالتالي ليكون وحده في مواجهة عالم لن يتقبّل الـ “نصف”، وهاهي المآلات:

ـ وحده في القصر الجمهوري، و:
ـ بات من الثابت أن القصور الجمهورية لا تحمي “نصف الرجال”.
وكان علينا أن نتذكّر، أنه في لحظة ما، كان قد خاطب الملوك والرؤساء العرب، ومن على مقعد لجامعة الدول العربية ليصفهم بـ :
ـ أنصاف الرجال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى