قصف جديد.. ضربات متبادلة بين ميليشيات إيران والقوات الأمريكية في سوريا
مرصد مينا
أفادت مصادر إعلامية بأن الطيران الحربي الأميركي شن غارات جوية جديدة اليوم السبت على موقع خاضعة لسيطرة ميليشيات إيران بمحافظة دير الزور شرقي سوريا وذلك ردا على استهداف جديد للقواعد الأميركية في حقلي العمر وكونيكو النفطيين نفذته الميليشيات.
الرد الأمريكي يتزامن مع ارتفاع حصيلة قتلى المليشيات الموالية لإيران جراء الغارات الأميركية شرق سوريا إلى 19، بينهم عناصر من قوات النظام، في حين أعلن الحيش الأميركي أنه نقل جنوده المصابين إلى العراق من أجل العلاج.
يشار أن بات رايدر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون” أوضح تفاصيل الضربة الأمريكية الأولى وكانت عبر طائرات مقاتلة من طراز “إف-15 إي” استهدفت منشأتين تابعتين “للحرس الثوري الإيراني” بالقرب من دير الزور في شرق سوريا، لافتا إلى أن ذلك جاء ردا على هجوم بطائرة مسيرة استهدف “منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة في شمال شرق سوريا”، ما أدى إلى مقتل “متعاقد أمريكي، وإصابة خمسة عسكريين أمريكيين ومتعاقد أمريكي آخر”، حسب البنتاغون.
رايدر أشار في هذا السياق: “المعلومات التي لدينا والتي قدمت من قبل مجتمع استخباراتنا تفيد بأن الطائرة بدون طيار هذه إيرانية الصنع وأن المجموعات التي نفذت هذا الهجوم تابعة للحرس الثوري الإيراني”. وقال إن تركيز واشنطن في سوريا منصب على “هزيمة داعش”، مؤكدا أن الولايات المتحدة “لا تسعى للصراع والتصعيد مع إيران”.
وأفاد بأن هذه الضربات كانت تهدف إلى إرسال “رسالة واضحة للغاية” مفادها “أننا سنأخذ حماية أفرادنا على محمل الجد وأننا سنرد بسرعة وبشكل حاسم إذا كانوا مهددين”.
يذكر ان القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” أعلنت أن الحالة الصحية لاثنين من جرحى الهجوم على القوات الأمريكية في شرق سوريا الخميس مستقرة، مبينة أن اثنين من الجرحى يتلقيان العلاج في أربيل واثنين آخرين في بغداد، فيما عاد اثنان إلى مزاولة مهامهما.
وفي أول تعليق له على الأحداث، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الجمعة في أوتاوا أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها.
بايدن قال -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو- “أعطيت تعليماتي بالرد السريع بعد الهجوم على قواتنا الخميس في سوريا من قبل جماعات مدعومة من إيران”.
من جهتها قال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي مايك روجرز إن الحرس الثوري ووكلاءه “إرهابيون” يسعون لإلحاق الأذى بالأميركيين وتقويض الأمن القومي الأميركي، مضيفا أن الرد في سوريا هو “تحذير لأي إرهابي بأنه سيواجه ردا سريعا وحاسما عندما يهاجم القوات الأميركية”، وفق تعبيره.
وأوضح روجرز -في بيان- أن العمليات الأميركية ضد جماعات مرتبطة بالحرس الثوري، بما في ذلك ضربة الخميس، هي عنصر مهم في جهود مكافحة الإرهاب.
وبدأت جولة التصعيد الجديدة حين قامت مسيرة قادمة من العراق باستهداف قاعدة خراب الجير التابعة للتحالف الدولي بريف الحسكة أول أمس الخميس، الأمر الذي أدى لمقتل متعاقد أميركي وإصابة 6 جنود.
وردا على ذلك قصفت طائرات أميركية مواقع تابعة للمليشيات الإيرانية، بعد منتصف ليل الخميس وفجر الجمعة، مستهدفة مستودع سلاح وذخيرة في مركز الحبوب ومركز التنمية الريفية مقابل سكن الضباط في حي هرابش بمدينة دير الزور، ومواقع أخرى في بادية البوكمال وأطراف الميادين الجنوبية، موقعة قتلى وجرحى بالإضافة لخسائر مادية.
ونفذت الجماعات المدعومة من إيران -حسب ما يقوله مسؤولون أميركيون- 78 هجوما على قوات التحالف بسوريا منذ عام 2021، وتنوعت وسائل الهجوم بين مسيّرات ملغمة وصواريخ وقذائف هاون.
وتقدر مصادر سورية وجود نحو 15 ألف مقاتل من المجموعات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران في محافظة دير الزور الغنية بالنفط، وتحديدا في المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق ودير الزور مرورا بالميادين.