قصف صاروخي إسرائيلي جديد يستهدف جنوب دمشق
مرصد مينا – سوريا
تعرض موقع للجيش السوري، جنوب دمشق، لهجوم صاروخي اسرائيلي حسبما أعلنت وكالة “سانا” الرسمية في خبر مقتضب جاء فيه: “في حوالي الساعة 00:45 من فجر اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا بصاروخين من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا بناء فارغا جنوب دمشق”. وأضافت أنه “تم إسقاط أحد الصواريخ المعادية”، مشيرة إلى أن الهجوم لم يسفر عن وقوع أي خسائر.
يشار أن هذا القصف يأتي بعد يومين من قصفت طائرة مسيرة مجهولة أطراف مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي التي تتمركز فيها الميليشيات الإيرانية والموالية لها، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أطراف المدينة، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية حتى الآن، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كم يأتي القصف أيضا بعد أيام من إزالة رايات الميليشيات الإيرانية من بعض التمركزات والمقرات العسكرية التابعة لها في مدينة البوكمال، واستبدالها بالأعلام السورية المعترف بها دوليًا خوفًا من عمليات الاستهداف.
مصادر محلية كانت أفادت في وقت سابق بقيام الميليشيات الموالية لإيران بإزالة راياتها من أعلى “المركز الثقافي” وبعض المقرات العسكرية التابعة لها في مدينة البوكمال، واستبدالها بالأعلام السورية المعترف بها دوليًا خوفًا من عمليات استهداف قد تطالها.
يشار أن طيران مسير استهدف موقعا للميليشيات الايرانية مطلع الشهر الجاري في البوكمان أدى لمقتل 7 من عناصر الميليشيات.
وشنت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الغارات في سوريا، قائلة إن هذه العمليات تستهدف منع التمركز العسكرية للفصائل المسلحة الموالية لإيران في الأراضي السورية، ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضرباتها تلك في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري هناك.
ورغم تزايد الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سورية، إلا أنه لا يبدو أن روسيا قلقة حيال هذه الهجمات، فيما يتم التلميح في إسرائيل إلى وجود تنسيق إسرائيلي – روسي معين بشأن هذه الهجمات، بعد شن قسم من هذه الهجمات ضد أهداف قريبة من قواعد روسية.
المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أشار الأسبوع الماضي، إلى أن “على المستوى الإستراتيجي، يبرز، بعد أكثر من أسبوعين من قمة بوتين – بينيت (الرئيس الروسي ورئيس الحكومة الإسرائيلية) في سوتشي، أن روسيا ليست قلقة بشكل خاص من استهداف إسرائيلي لأهداف إيرانية”.
وأضاف أن “حقيقة أن قسما من الهجمات الأخيرة جاء ضد أماكن قريبة نسبيا من قوات روسية، في منطقة حمص وخاصة في منطقة طرطوس، من شأنها أن تدل على أن إسرائيل أخذت بالحسبان مسبقا أمن الجنود الروس”، معتبرا أن إعلان روسيا، الأسبوع الماضي، عن أن ست طائرات حربية إسرائيلية من طراز “إف-15” أطلقت ثمانية صواريخ خلال الغارة التي شنتها أول من أمس واعتراض 6 منها، “تعكس حقيقة أن هذا هجوم غير مألوف من حيث حجمه في منطقة حساسة”. ولفت إلى أنه “في هذه الحالة أيضا، امتنعت موسكو عن تنديد مباشر لممارسات إسرائيل في سوريا”.