قمة “طهران”.. النداء الأخير “أونا، دوي، تري”
بالوسع وبلا الكثير من التردد، وصف “قمة طهران” بـ “الاوكازيون”، هي قمة البيع والشراء، وقد جمعت ثالوث، ربما يتقن البيع والشراء ولكل أزمته.
طهران وقد استضافت الرئيس الروسي مع الرئيس التركي، تشتغل على قمة موازية لقمة جدة، بما يعني الشغل على تشكيل “حلف” أو “ميني حلف” بمواجهة ما تسعى اليه الولايات المتحدة، ونعني “ناتو شرق أوسطي”، وتركيا تشتغل على “منطقة آمنة” تضم بموجبها مساحات واسعة من الشمال السوري، أما موسكو، فهي تشتري وتبيع من طهران وأنقرة بآن واحد، فطهران ستكون شريكها في الحلف، وعلى تركيا أن تقفز من موقعها الوسط إزاء الحرب الروسية الاوكرانية إلى جهة الروس بما يعني ضمان الممرات الروسية في البحر الأسود والتوقف عن منح اوكرانيا أي من أشكال الدعم بما فيها مسيرات “بيرقدار” كما اي دعم سياسي في المحافل الدولية.
مساحات الخلاف والتباعد لن تكون واسعة مابين الاطراف الثلاثة، فالثلاثة يبيعون ويشترون، وقد يكون لتركيا الباع الاطول في اللعبة بما يسمح لها بأخذ ضوء روسي أزاء الشمال السوري، ولملمة الموقف الإيراني إزاء هذا الشمال عبر مقايضته بجنوب سوريا، بما يسمح أن يكون شمال سوريا ملعب تركي، فيما يستقر الجنوب السوري على كونه ملعب طهران، وفي كلا الحالين ستكون سوريا هي “الصفقة” الأبرز في المزاد إياه، وهو مزاد قد لايواجه مصدًا أمريكيًا، اقله والسيد بايدن ولد من السياسات الرخوة، ووطد الرخاوة الامريكية بما يسمح لتركيا بإمساكه من ذراعه المكسورة، وبما يسمح لطهران كذلك، فالرجل وفي أقصى تطلعاته، يشتغل على إنجاز الملف النووي الإيراني متابعًا الاشتغال على الرضوخ للشروط الإيرانية، فيما يعلم تمام العلم أن تركيا هي واحدة من دول الناتو التي بوسعها زحزحة الطاولة أن شاءت في الحرب الروسية الاوكرانية.
المحصلة، بيع وشراء.. البضاعة معروضة والعارضون على الطاولة، ولابد أن يكون النداء الأخير باللغة الفارسية:
ـ على اونا على دوي على تري.