fbpx
أخر الأخبار

قُتِل الظواهري.. هل قتلت اديولوجيا العنف والتكفير؟

أيّ مراجعة لتاريخ الحركات الراديكالية الإسلامية بدءًا من حسن البنا تقول بأن الحلول العنفية، ليست هي الحلول التي تجتث هذه الحركات، على العكس من ذلك، فكلما ارتفع العنف بمواجتها اشتد ساعدها، ولهذا أسبابه:

ـ اول هذه الاسباب أن الحركات الراديكالية في الإسلام السياسي تقوم على استحضار الفجيعة والتراجيديا، ولولا الاستثمار في دم الحسين لما كان حزب الله، ولما رفع الخميني عمامته وقد حوّلها إلى بديل لتاج الشاهنشاه في إيران.

ـ وثاني هذه الأسباب، أنها كلما ازدادت هذه الحركات عنفًا تحوّلت إلى مشروع للاستثمار، بما يعني دولة مقابل دولة وسياسات مقابل سياسات، وكلنا يعلم كيف تتنقل بنادق الإسلاميين من كتف إلى كتف، والامثلة لاتحصى.

ـ وثالثها، أن مواجهة التيارات الإسلامية الراديكالية لايأتي سوى بكسر الرافعة الاجتماعية التي تحملها، والرافعة هنا هي الثقافة، والسيرورة التاريخية للمجتمعات.

ماحصل في العالم، هو العكس على طول الخط، فالفرنسيون حملوا آية الله الخميني بالشراكة مع البي بي سي البريطانية، كذلك بتفويض من الاستخبارات الأمريكية، وما أن استولى على الحكم في طهران حتى انقضّ اول ما انقضّ على رفاقه وعلى صانعيه، فأعدم رفاقه وكفّر صانعيه.

الامر ينطبق على تنظيم القاعدة، وهي بالأساس صناعة أمريكية بمواجهة الشيوعية.. سقطت الشيوعية وارتفع شأن الحركات الراديكالية الإسلامية وأوّل ما انقضّت، انقضّت على أبراج صانعها، فكانت حفلة العنف التي أقامتها في أعظم مدينة أمريكية وبمواجهة ثلاثة من أعلى عماراتها.

مشكلة الأوربيين اليوم، أنهم لم يتعلموا من الدرس الأمريكي ولا الدروس التي وقعت على أزقتهم ومدنهم، ففتحوا للإسلاميين كل منافذ التغوّل على المجتمعات الأوربية بدءًا من المنتجعات الدعوية وصولاّ للمال الأسود والمخدرات، فباتوا قوّة تهدد المجتمعات الأوربية ولا تحسب لسياسييها وبوليسها أي حساب، وكان أن شهدت فرنسا مجازر تتلو مجازر، وهذه ليست سوى نتيجة تعوم على السطح فيما يحمل القاع مايزيد.

واليوم، هلل الإعلام لمقتل الظواهري، كما لو أن المدينة انتصرت على الكهف، دون أن يحسب حساب الموجة الارتدادية التي قد تعيد القوة والتماسك إلى القاعدة ثأرًا لمقتل زعيمهم، والتفافًا حول “المظلومية” التي يستثمرون فيها.

قتل الظواهري.. أي نعم، ولكن هل قتلت اديولوجيا العنف والتكفير؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى