كسر العظم.. تفاصيل زيارة “الكاظمي” إلى واشنطن
مرصد مينا – العراق
أعلن مكتب رئيس الحكومة العراقية، “مصطفى الكاظمي”، اليوم السبت، تفاصيل زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
بيان مكتب “الكاظمي” قال: “يبدأ رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، الأسبوع المقبل، زيارة رسمية الى الولايات المتحدة الأمريكية، على رأس وفد حكومي بناءً على دعوة رسمية”. مؤكداً أن “الكاظمي سيلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في العشرين من الشهر الجاري”.
وأشار إلى أن “الزيارة ستشمل بحث ملفات العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والتعاون المشترك في مجالات الأمن والطاقة والصحة والاقتصاد والاستثمار، وسبل تعزيزها، بالإضافة الى ملف التصدي لجائحة كورونا، والتعاون الثنائي بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين”.
كسر العظم..
من جانبها كشفت وسائل اعلام عراقية نقلاً عن مصادر سياسية عراقية، أن جدول الأعمال يتضمن أربعة بنود رئيسية، وعدداً من البنود الفرعية.
وتعطي الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها العراق، وكذلك الأوضاع في المنطقة والعالم طابع الحدث الاستثنائي على الزيارة التي لا يتردّد البعض في رفع سقف التوقّعات منها. معتبرين أنها ستحدث منعطفا في العلاقات الإقليمية والدولية للعراق بالنظر إلى اشتداد التنافس على النفوذ بين واشنطن وايران وبلوغه مرحلة “كسر العظم” بفعل سياسة ضغوط إدارة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” على إيران وتلويح الأخيرة باستخدام ما تمتلكه من إمكانيات للرد على تلك الضغوط، بما في ذلك استخدام الميليشيات الشيعية التابعة لها في العراق لضرب القوات والمصالح الأميركية هناك.
وأكدت المصادر: أن “الكاظمي سيلتقي خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعددا من كبار المسؤولين في الإدارة، بينهم وزيرا الدفاع والخزانة.”
الجانب الاقتصاد..
ويتوقّع مراقبون أن تكون للزيارة عناوين سياسية وأمنية بارزة، وأن يكون الاقتصاد في مقدّمة الملفات، مشيرة إلى أن “مساعدة أميركية حقيقية للعراق في تجاوز أزمته المالية الحادّة والناتجة عن تزامن جائحة كورونا مع أزمة أسعار النفط”.
كما يعول المراقبين على قدرة “الكاظمي” في التفاوض مع الطرف الأميركي على الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية كحزمة واحدة، وهو ما يتوّقع أن تقوم به إدارة ترامب على سبيل إغراء بغداد للابتعاد عن طهران عبر تقديم بدائل مادية مجزية لها.
ومع اشتداد وطأة الأزمة على العراق بدأ الحديث عن إمكانية لجوء البلد إلى الاقتراض الخارجي، وهو أمر يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دورا فيه عبر التوسط لدى المقرضين سواء تعلّق الأمر بالدول الصديقة لها أو بصندوق النقد الدول حيث تتمتّع بنفوذ قوي.
مستقبل القوات الامريكية..
أما مستقبل القوات الأميركية في العراق والهجمات الصاروخية المستمرة التي تتعرض لها من قبل ميليشيات تتبع لإيران، سيكون البند الأول على جدول أعمال الزيارة، إذ يفترض أن يتفق الجانبان على خارطة طريق لتقليص بعثة التحالف الدولي المشاركة في الحرب ضد تنظيم داعش في العراق والتي تقودها الولايات المتحدة، وفقا للمصادر.
وتقليص بعثة التحالف لن يؤثر على التعاون العسكري بين العراق والولايات المتحدة والذي يحتل البند الثاني في جدول زيارة الكاظمي إلى واشنطن.
وسيبحث الجانبان تعزيز التعاون بين البلدين في المجال العسكري، بما في ذلك استمرار خطط التدريب التي تقوم بها الولايات المتحدة لضباط وطيارين عراقيين، وتوفير الدعم اللوجستي للقوات المتخصصة في مكافحة الإرهاب.
إلى جانب ذلك كشفت مصادر اعلامية أن البند الثالث الذي سيناقشه الكاظمي في واشنطن، يتعلق بالدعم الأميركي لقطاعات الاقتصاد والكهرباء في العراق، إذ تتطلع بغداد إلى مساندة واشنطن في عبور أزمتين خانقتين تعاني منهما في هذين المجالين.
ويمكن للولايات المتحدة أن تساعد العراق في الحصول على قروض ميسرة، لكن بإمكانها أيضا تشجيع شركاتها الكبرى على العمل مباشرة في الميدان، لإنجاز أعمال عديدة متعثرة بسبب الفساد والمحسوبية وسوء الإدارة.
ترطيب أجواء..
وتشير المصادر إلى أن البند الرابع في جدول أعمال زيارة الكاظمي إلى واشنطن يتعلق بالتوتر المزمن بين الولايات المتحدة وإيران، مضيفة أن رئيس الوزراء العراقي ربما يريد أن يلعب دورا ما في ترطيب الأجواء بين الجانبين.
بينما يؤكد مراقبون أن المدة المتبقية حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية قد تشهد بعض “الأعمال البهلوانية” من جانب الولايات المتحدة أو إيران على أرض العراق، وهو ما يسعى الكاظمي إلى التأكد من أنه لن يفجّر مواجهة شاملة بين الطرفين.
وتتخوف بغداد من أن ينزلق أي من طرفي التوتر إيران وأميركا، إلى مواجهة عسكرية خلال الأسابيع القادمة، ولاسيما في ظل آثار عقوبات واشنطن عليها في المجال الاقتصادي.
كما تتوجّس إيران من أن تفضي الزيارة إلى تفاهمات بشأن كيفية تخلّص العراق من الارتهان للغاز والكهرباء الإيرانيين ما يسهّل عليه تنفيذ العقوبات، وأخرى بشأن الميليشيات المسلّحة وضبط سلاحها وتقوية الأجهزة الأمنية الرسمية عبر الاستعانة بالخبرات والمساعدات العينية والتقنية الأميركية.
وتخشى الميليشيات العراقية أن يبرم رئيس الوزراء اتفاقات على تصفيتها أو الحد من قدراتها مع الولايات المتحدة، بما يشمل السماح باستهداف مقراتها وقياداتها.
يذكر أن الحكومة العراقية سمحت للولايات المتحدة بنصب منظومة لاعتراض الصواريخ داخل مجمع السفارة الأميركية في بغداد، إلى استعداد العراق لتسهيل عملية اعتراض أي خطط إيرانية في المنطقة.
واعترضت المنظومة الأميركية هجومين صاروخيين خلال الأيام الماضية على السفارة الأميركية نفذتهما ميليشيات عراقية تابعة لإيران، اذ زودت القوات الأميركية مواقعها الرئيسية في العراق بمنظومات جوية تحسباً لأي هجوم.