كواتم الصوت .. إنذار لفؤاد معصوم
الأخبار القادمة من العراق، تقول بأن مرحلة بالغة الخطوة سيشهدها العراق، بالغة الخطورة قد تحمل عنوان :”كواتم الصوت”.
هو الأمر كذلك فـ «فرق الاغتيالات» المدربة تحت عباءة علي خامنئي، وريثة قاسم سليماني، والتي سبق وانتشرت في العراق بناءً على أوامر مباشرة من الجنرال سليماني قبل مقتله، حان الوقت لاستثمارها اليوم.
كلام كهذا، ليس وليد قراءات مجازفة يقدمها مصابون بـ فوبيا الاغتيالات، لا، هو ماتؤكده مواقع محترمة وصحف وازنة وأجهزة استخبارات تستطيع التقاط دبيب النملة، وهاهي صحيفة «ديلي تلغراف» تنقل معلومات عن مسؤولين أمنيين بريطانيين تفيد بأنه جرى نشر «فرق الاغتيالات» منذ زمن بعيد ربما على أعقاب الانتخابات العامة العراقية التي أجريت في مايو (أيار) 2018، عندما أُعيقت المحاولات الإيرانية المستمرة للسيطرة على تشكيل الحكومة العراقية بسبب فشل المرشحين الموالين لطهران في الاستحواذ على نسبة كافية من أصوات الناخبين.
اليوم، باتت الصورة اكثر وضوحًا فهاهو حزب الله العراقي يعلنها:
إذا التقيت بدونالد ترامب، لن تعود إلى العراق.
كانت تلك هي الرسالة المعلنة التي أطلقها حزب الله، مهدداً فيها الرئيس العراقي فؤاد معصوم. وبلا أدنى شك فالرئيس العراقي لابد وأن يأخذ تهديدًا كهذا على محمل الجد.
يأخذه على محمل الجد، فلدى الرئيس مايكفي من المعلومات التي تفيد بعدد فرق الاغتيالات التابعة لـ«فيلق القدس»، والتي عبثت بالتظاهرات العراقية بغية إسكات الأصوات العراقية التي تنتقد محاولات التدخل الإيرانية في المصير السياسي العراقي.
لإيران يد طويلة في الاغتيالات .. هذا ما تضيفه مصادر عراقية، اغتيالات طالت العديد من الشخصيات العراقية، شخصيات من وزن عادل شاكر التميمي، وهو من أوثق حلفاء رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، وكان اغتياله قد وقع على أيدي «فيلق القدس» في سبتمبر (أيلول) 2018. ومن بين الضحايا الآخرين لفرق الاغتيالات الإيرانية شوقي الحداد، الحليف القريب للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر المعارض للتدخل الإيراني. ولقي الحداد مصرعه في يوليو (تموز) من العام نفسه بعدما اتهم الجانب الإيراني بتزوير الانتخابات العامة العراقية. وفي الأثناء ذاتها، استهدفت محاولة اغتيال راضي الطائي، أحد مستشاري المرجع الشيعي الأعلى السيستاني في العراق، في أغسطس (آب) الماضي بعد دعوته إلى الحد من النفوذ الإيراني في الحكومة العراقية. ومن الصعب رسم خارطة متكاملة لسياسات الاغتيالات التي يمارسها ملالي طهران في العراق، غير أن كلامًا للجنرال مارك كارلتون سميث، قائد الجيش البريطاني، لابد وأن يستوقف العراقيين.. الجنرال إياه يعتبر النفوذ الإيراني في الشأن العراقي أحد مواطن التهديد الرئيسية التي تواجه العالم اليوم.
وإلى جانب إرسال فرق الاغتيالات إلى العراق، يقول المسؤولون الأمنيون إن قوات «فيلق القدس» كانت قد رسمت إلى تعزيز مواقعها العسكرية في البلاد، من خلال استغلال الميليشيات الشيعية على غرار كتائب «حزب الله» في لبنان، يعمل الجانب الإيراني على تهريب الأسلحة إلى داخل العراق لاستخدامها ضد الأهداف الأمريكية والغربية الأخرى وضد شخصيات عراقية لاتعزف على أنغامه مايفتح المجال لتنبؤات بالغة السوداوية.. تنبؤات تقول، بأن العراق سيشهد في الأيام القليلة القادمة موجة هائلة من الاغتيالات، بعضها لتصفية خصوم ايران في العراق، وبعضها في سياق عمليات الثأر لمقتل قاسم سليماني.رسالة حزب الله للرئيس العراقي فؤاد معصوم، ليست زلة لسان.. هي النذار المبكر لقدوم العاصفة.