تركيا تحتجز جثة صحافي كردي
طالبت والدة الصحفي التركي “ولات اردمجي”، الذي قتل خلال غارة جوية تركية على شمال سوريا، باستعادة جثة ابنها البالغ من العمر 27 عاماً، مؤكدة أن، القوات التركية ومسلحين موالين لها، لا زالوا يحتجزونها، منذ أكثر من شهر.
وكشفت “رمزية أردمجي” والدة الصحافي القتيل، أن ابنها لقي حتفه أثناء توجهه لمدينة رأس العين بريف محافظة الحسكة، عند تنفيذ الطيران التركي غارة على المنطقة ضمن ما يعرف بـ”نبع السلام”؛ وهي العملية العسكرية التركية التي أطلقتها حكومة العدالة والتنمية التركية ضد المسلحين الأكراد في منطقة شرق الفرات.
إلى جانب ذلك، أكدت “أردمجي” أن لا معلومات حتى الآن عن مكان تواجد جثة ابنها، ولا حتى الفصيل المسلح الذي يحتجزها، لافتةً إلى أن بعض جمعيات حقوق الإنسان تعمل مع عائلة الصحافي الكردي لاستعادة جثته.
كما أوضحت والدة الصحافي، أنه كان في سوريا بهدف عمل مشروع يهدف لتوثيق معاناة الأطفال الإيزيديين، إلى جانب عمله كمراسل لإحدى القنوات الناطقة بالكردي، من جهتها، نددت منظمات إعلامية وحقوقية كردية؛ ما وصفته بـ”عدم اهتمام الحكومة التركية بقضية عائلة أردمجي”، مشيرين إلى أن المكان الذي قتل فيه الصحافي “منطقة عمليات الجيش التركي في سوريا”؛ هو السبب الرئيسي في ذلك الإهمال، كون أن السلطات اعتبرته مؤشراً على موقف الصحافي المعارض للعملية، وهو ما يعتبر بحد ذاته تهمة في ظل حكومة العدالة والتنمية، على حد قولها.
وكانت سلسلة انتقادات انهالت على العملية التركية في سوريا، لا سيما مع تأثيرتها المباشرة على المدنيين في المناطق المستهدفة، حيث أدت إلى تشريد ونزوح عشرات الآلاف من منازلهم وقراهم، إلى جانب استهداف المناطق المدنية بأسلحة محرمة دولياً، حيث أكدت منظمة العفو الدولية بأنها تمتلك أدلة، تشير إلى أن القوات التركية قد أبدت تجاهلًا مخزيًا للحياة المدنية، وارتكبت انتهاكات جسيمة وجرائم حرب، بما في ذلك القتل المتعمّد والهجمات غير القانونية التي أدّت لقتل وجرح المدنيين.
كما جددت تركيا قبل أيام، على لسان وزير خارجيتها “مولود جاويش أوغلو” بشن عملية عسكرية جديدة في منطقة شرق الفرات، شمال سوريا؛ متهمةً روسيا والولايات المتحدة والفصائل الكردية بعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه؛ مقابل وقف إطلاق النار، وهو ما جاء بعد أسابيع من مطالبات دولية ومحلية بتشكيل لجنة تقصي حقائق خاصة بالانتهاكات التي ارتكبتها القوات التركية خلال عمليتها، وبشكل خاص ما تردد عبر وسائل الإعلام عن استخدام مادة الفوسفور الحارق.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي