fbpx
أخر الأخبار

لبنان.. ما بعد لاهاي

يقولون في الأرياف القصية، وكذلك في المدن العربية “البكاء على رأس الميت”، ما يعني أن قيمة الحزن تتحقق مع لحظة الموت، أما أن يأتي متأخرًا فلابد وأن يفقد حرارته.

هذا عن “البكاء على الميت”، أما عن الكشف عن القاتل، فطويلة تلك المدة التي استغرقتها محكمة لاهاي الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقد امتدت إلى (15) عامًا، مع ملاحظة أن الأنظار لابد وتتجه إلى المحكمة غدًا، ليقرأ قضاتها فاتورة الاتهام، فيما تذهب التوقعات إلى أن المتهمين بالقتل باتوا في عداد الراحلين، أقله إذا ماكانوا منتمين الى حزب الله، كما إلى شخصيات تنتمي الى النظام السوري، ومن البارزين الذين يتوقع أن يطالهم الاتهام عماد مغنية، دون نسيان القوّة المحركة / الدافعة قاسم سليماني أما الأدوات فربما تنحصر في سليم جميل عياش، أسد حسن صبرا، مصطفى أمين بدر الدين، حسن عنيسي..

المؤكد، ووفق العديد من المصادر أن حزب الله، إن لم يتخلص من المتهمين بالقتل عبر قتلهم، فلابد وأن يقوم باخفائهم، واوكار اللجوء عديدة، ما يعني أن الحكم سيصدر ضد أموات أو مخفيين، وفي كلا الحالين لن تطالهم نتائج الحكم، غير أن المهم من المهم، ماذا سيكون موقف الرئيس سعد الحريري، والمحكمة تنطق بحكمها فيما يتعلق بمقتل والده؟

إذا ذهب الحريري الابن لقاعدة “العين بالعين”، فهو يعلم بالتمام والكمال أن هذا سيهزّ لبنان المهتزّ أصلاً، وسيعيد لبنان إلى شارع مقابل شارع، وهو ما يتلافاه الحريري الابن، فالبلد على كف عفريت، ومنافذ خلاصه مغلقة، وفتح منافذ الخلاص لن يكون بالمزيد من التوتير، وإذا ما صمت، فتلك خيانة لدم الأب، وتحييد للعدالة، وقبول بالجريمة، وفي الحالين هو الهرب من النار إلى الرمضاء، بما يجعل موقف الرئيس سعد الحريري، موقفًا لايحسد عليه، لا كابن فقط، بل كواحد من القيادات اللبنانية، ومركز ثقل فيها، وهو وان فعل ذلك وضبط نفسه، فمن يراهن على ضبط شارعه؟

حزب الله، سيكون بالغ السعادة فيما لو ذهب لبنان الى شارع مقابل شارع، وسيكون أكثر سعادة إذا ماذهب لبنان الى الفوضى، فالفوضى ملعب من ملاعب حزب الله، ومن يدقق في خطاب حسن نصر الله الأخير، لابد ويتوقف عند جملة قالها، وجاءت كما يلي وهو يخاطب جمهوره:

ـ ادخروا غضبكم.

يدخرون غضبهم لصرفه في أي وقت وأي مكان؟

ذلك هو السؤال، أما عن الاجابة فلابد وأن تأتي عبر انفجار حدثين ممكنين وقريبين:

ـ أولهما ما سينتج عن المحكة الدولية بخصوص مقتل الرئيس رفيق الحريري.

وثانيهما مايمكن أن يتكشف عن انفجار الميناء، ومسؤولية حزب الله عن ادخال المواد القاتلة، كما مصير ماهرب منها خارج المرفأ، وكلا الحدثين كما هو متوقع سيطالان حزب الله، وكل حدث منهما كفيل بتفجير لبنان وقد احتمل مالايحتمله بلد من سطوة حزب بسلاحه وعقيدته وارتباطاته، بل وبهمجية جمهوره، وإذا ماحدث ذلك فلابد وأن يعود لبنان الى ماهرب منه لسنوات طويلة، وهو احالته الى بلد للدشم العسكرية، والاقتتال الأهلي، وبالنتيجة الخضوع لخيارات حزب الله:

ـ أنا أو الفوضى.

سيكون يوم 18/ 8/ 2020 من أقسى الأيام التي شهدها لبنان وسيشهدها.

بانتظار ماتقوله محكمة لاهاي.

سلام للبنان.

سلام لن يكون وحزب الله يحتل خاصرته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى