لبنان وأزمة الحكم مع «حزب الله» مذهبياً… «من تحت الدلف إلى تحت المزراب»
مرصد مينا – هيئة التحرير
منذ الحرب العراقية الإيرانية، امتداداً إلى سقوط صدام حسين، وصولاً إلى انطلاقة ثورات الربيع العربي، توجهت السياسة الخارجية للنظام الإيراني نحو دول الشرق الأوسط عبر التوجهات المذهبية هداً وسياسة، وعمدت على إنجاح ذلك وتطبيقها عبر العراق وسوريا ولبنان، ووجدت تأثيرها وطريقها أكثر منذ مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ثم استطاعت مع الأزمات التي ضربت الدول العربية التي عاشت الاحتجاجات والتظاهرات، أن تحقق المبتغى من خلال تمدد النفوذ الإيراني «الشيعي»، مستغلة الأوضاع لتتوغل في منطقة الشرق الأوسط بشكل أوسع، مستفيدةً من تلك المتغيرات الدولية بالإضافة لتوزع أماكن الصراع، التي جعلت من منطقة الشرق الأوسط أرضيةٍ خصبة للتدخلات الإيرانية، مما مهدت لها الطريق لتزرع المذهبية على مقاسها أينما حلّت.
وعلى الرغم من التوافق الدولي على رأي شبه موحد، سواء الولايات المتحدة الأمريكية، أو دول الاتحاد الأوروبي، وروسيا بشكل أقل، على أن إيران تعد من أكثر الدول إثارة للجدل في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي الاتفاق على أنها إحدى مصادر الإرهاب وتصدير الميليشيات، فإن المحاسبة الدولية للنظام ما تزال دون المستوى، مما جعلها تتمادى أكثر وأكثر، فذرعت «حزب الله» في لبنان ليقوم بدورها التخريبي في سوريا ولبنان معاً من البوابة المذهبية، فلم تنتهي من الحرب الأهلية، حتى بدأت بالدخول في صراع مذهبي أضحت أشبه بمن ينتقل من تحت الدلف إلى تحت المزراب.
العقوبات الأمريكية سببها إيران وحزب الله
قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في ذكرى مقتل الجنود الأميركيين في بيروت، إن هذا الهجوم، والعديد من الهجمات المشابهة الذي تلاه في جميع أنحاء العالم، يوضح التزام «حزب الله» بالعنف وسفك الدماء ويظهر عدم اكتراثه المستمر بحياة الأشخاص الذين يدعي أنهم يحمونهم، مشدداً على أن «الحزب ما يزال يشكل تهديداً ضد الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن».
وأقر الوزير الأمريكي، عن آخر قرارات وزارة الخزانة الأميركية بفرض عقوبات جديدة على بعض قيادات الحزب، معلناً أن التصنيف هذه المرة شمل اثنين من المسؤولين في «حزب الله» على قائمة العقوبات، بهدف مواصلة الضغط على الحزب وإعاقة قدرته على العمل في النظام المالي العالمي.
صحيفة «الشرق الأوسط» وفي تقرير لها كشفت عن السر وراء عقوبات واشنطن، وذلك نقلاً عن أوساط أميركية، قالت في تسريبات لها إن «أهمية التصنيف الجديد لقادة في (حزب الله) تكمن أولاً في «توقيته وفي الرسائل التي ترغب واشنطن في إرسالها في هذه الفترة». موضحة أن فرض تلك العقوبات قبيل الانتخابات الأميركية، مع بدء العد التنازلي لها «يهدف إلى تحويلها إلى إرث لا يمكن إزالته بسهولة بمعزل عن الإدارة الجديدة التي ستحتل البيت الأبيض بعد الانتخابات. كما أنها رسالة قبل ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة التي كلف بتشكيلها رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، حول الثوابت التي تشدد عليها واشنطن».
ولم يتوقف التهديد الأمريكي بإعلان المزيد من العقوبات عند هذا الحد، وإنما أرسلت واشنطن رسالة أخرى هدفها إسماع الجميع أن لا أحد من قادة الحزب مستثنى من العقوبة، معلنة عن مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن أعضاء الحزب، وهم: (محمد قصير، محمد البزال، وعلي قصير)، أو أيّة معلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية للحزب وتضعفه.
المبادرة الفرنسية في خبر كان
كشف النائب اللبناني السابق، أنطوان زهرا، في تصريحات صحفية أسباب وقوع المبادرة الفرنسية في خبر كان، ومؤكداً أن جوهر المبادرة قد ضرب بعرض الحائط، ولهذا السبب رأى أن «الحكومة التي ستشكل لن تستطيع القيام بالإصلاحات المطلوبة، خصوصاً بعد التسريبات الأخيرة التي تحدثت عن رفض كليّ المسّ بعدد موظفي القطاع العام، وبيع أو تخصيص مرافق الدولة، ما يعني أن التوظيفات العشوائية باقية وقطاع الكهرباء لن يخضع للإصلاح»، حسب تعبيره، وكل ما ذكره من نقاط هي كحل خلاف ونقاش بين الفرقاء اللبنانيين.
جاءت رؤية «زهرا»، هذه حول المبادرة الفرنسية، خلال حديث أدلى به لصحيفة «النهار»، ناصحاً الرئيس الحريري بألا «يسمح باستدراجه الى حكومة لا تشبهه، وأن يشكل حكومة من دون مواجهة مع رئيس الجمهورية، وبالاتفاق معه وفق الدستور، قادرة على تحقيق الإصلاحات الموجودة في الورقة الفرنسية، وألا يرضخ لضغوط الأحزاب السياسية التي سترضخ في نهاية في حال أصر على الاصلاح،»، لافتاً إلى أنه «وفي عكس ذلك سيكون الأمر انتحاراً سياسياً لا نتمناه له وهو يعلم مدى حرص (القوات) على نجاحه في مهمته».
اتهامات خطيرة ضد الحريري
من جانبه، اعتبر النائب اللبناني، فؤاد مخزومي، أن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، اليوم هو الابن المدلل لـ«حزب الله»، كاشفاً أن الحريري كان الشريك الاول والاخير للحزب في بيروت بالانتخابات الماضية.
جاءت تصريحات النائب خلال حديث له مع برنامج «صوت الناس» عبر «صوت بيروت انترناشونال» متهماً الجميع بالفساد والخراب، بالقول: إن «الطبقة السياسية الفاسدة خربت بيتنا ضمن إطار النفاق الوطني».
ورأى «مخزومي» من خلال هذا الاستنتاج أن «ما من شخص مسؤول عن خراب البلاد بل منظومة متكاملة لهذا نزل الشعب الى الشارع ليقول كلن يعني كلن»، لافتاً إلى أن أكبر مثال ودليل على ذلك أن «أموالنا منهوبة وهناك رمي اتهامات بين المركزي والطبقة السياسية».
النائب اللبناني كشف خلال حديثه أن: «هذه الطبقة السياسية طالبت برئيس الحكومة السابق سعد الحريري قبل حتّى حسّان دياب، وفي حينها وافق الحريري على دياب على مضد بعد احراق باقي الأسماء»، متهماً الحريري بأنه «كان شريكاً للفساد».
وختم فؤاد المخزومي، لقائه بالتبرئة مما يجري، وأنه ليس محسوباً على السياسيين، مؤكداً أن «مشكلة السياسيين في لبنان (ولا اعتبر نفسي منهم) أنهم يضحكون على إبليس واقنعوا الفرنسيين»، مشدداً على أنه كان يجب ان «نتمسك بالمبادرة الفرنسية ونحافظ عليها».
عون يتحالف من هنا وينتقد من هناك!
فجرت صحيفة «عكاظ» السعودية مفاجأة من العيار الثقيل، من خلال كشفها لمعلومات حصلت عليها من موقع «ويكيليكس» الذي واصل تسريب رسائل البريد الإلكتروني الخاص لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، وحين نقول مفاجأة لأنها كذلك فعلاً، وبقدر ما هزت لبنان في العلن، بنشرها معلومات تتعلق بالرئيس الحالي ميشال عون، حين كان رئيسا للتيار الوطني الحر.
ووفق ما نشرته الصحيفة من تفاصيل دقيقة، فإن نائبة رئيس الموظفين في الوزارة «هوما عابدين» حولت بتاريخ 23 أيلول 2011 عند الساعة 11 صباحًا، بريدًا إلكترونيًا من السّفير الأمريكي السابق لدى لبنان جيفري فيلتمان، كان قد وصله بالإضافة إلى المستشار الخاص لوزير الخارجية لعملية الانتقال في سورية السفير فريدريك هوف، والسفير السابق لدى سوريا روبرت فورد، والسفيرة السابقة لدى لبنان مورا كونيلي.
المفاجأة المدويّة أنه كان من ضمن هذا البريد وثيقة من «ويكيليكس» توثّق لقاءً جمع الرئيس ميشال عون بالسيناتور الأمريكي كريستوفر دود بتاريخ 20 نيسان 2006، أي بعد شهرين من توقيع «وثيقة مار مخايل» مع «حزب الله»، إذ ينقل السفير معلومات أقرّ بها الرئيس ميشال عون، فيقول إنّه «يعتقد أنّ هناك 1000 سببٍ لتحميل النظام السّوري مسؤولية اغتيال الرئيس رفيق الحريري».
وتشير وثيقة «ويكيليكس» الواردة في بريد هيلاري كلينتون إلى أنّ السيناتور «دود» سأل الرئيس عون عن العلاقة بين «حزب الله» وحركة «حماس»، فكانت إجابته غير متوقعة للسيناتور الأمريكي عندما قال عون: «من الواضح أنّ المنظمتين الإرهابيتين تدعمان بعضهما سياسيًا»، وأنه شكّك بالتعاون العسكري بينهما.