لرمي جمرة العقبة الكبرى: الحجاج يتوافدون الى جسر الجمرات
تدفق مسلمون من شتى أنحاء العالم يوم الأحد على مشعر منى لرمي جمرة العقبة الكبرى في أول أيام عيد الأضحى في بداية أخطر مناسك الحج حيث سقط مئات القتلى في تدافع في نفس المكان قبل أربع سنوات.
ونشرت السعودية عشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن والمسعفين كما تستخدم التكنولوجيا الحديثة بما فيها طائرات استطلاع مسيّرة للحفاظ على النظام.
وجاء ما يقرب من مليونين ونصف المليون حاج، أغلبهم من خارج السعودية، بحسب رويتز لأداء الفريضة التي تستغرق خمسة أيام ويطلب منهم اتباع جدول زمني محدد بدقة وحرص لأداء كل الشعائر وسط إجراءات وترتيبات سعودية تستهدف الحيلولة دون حدوث تدافع، وهو هاجس دائم في مواسم الحج.
وتوافد الحجيج بملابس إحرامهم البيضاء في ظل رقابة وثيقة على جسر الجمرات المؤلف من ثلاثة طوابق لرمي جمرة العقبة الكبرى. وقد شيد الجسر لتخفيف الزحام بعد وقوع حوادث تدافع في سنوات سابقة، وحثت السلطات السعودية الحجاج على تنحية السياسة جانبا خلال المناسك، لكن العنف في الشرق الأوسط وحروب اليمن وسوريا وليبيا ونقاط ساخنة أخرى على الساحة العالمية تظل ماثلة في أذهان الكثيرين.
وقال علاء وتد، وهو حلواني من محافظة إدلب في سوريا آخر معقل للمعارضة المسلحة في البلاد التي تشهد حربا أهلية، ;نصب كل جهودنا هنا للدعاء إن ربنا يفرج عن سوريا وعن إدلب بالذات، لأن أنا من أريحا وتركت أريحا دماء. في قصف يومي، سكان أريحا هُجروا بنسبة 90 بالمئة، في قتلى وفي شهداء، في أطفال… الأطفال ليس لهم ذنب. شيء مأسوي جدا
اما “محمد الجرك” وهو حاج آخر من معرة النعمان في إدلب قال;ندعوا الله من كل قلبنا إنه يفرج عنا وعن سوريا;، وعبر حجاج باكستانيون عن قلقهم من الوضع في كشمير بعد أن ألغت السلطات الهندية الوضع الخاص الذي كان يتمتع به الشطر الهندي من الإقليم الحدودي المتنازع عليه والذي يتسبب في توترات إقليمية منذ فترة طويلة.
وقال سيد سجاد علي بخاري وهو متقاعد يعيش في كندا ;دعوت الله (في مكة) أن يقوي باكستان حكومة وشعبا وللأمة الإسلامية جمعاء أن تتوحد وأن تصبح قوية اقتصاديا وروحيا وعمليا;، واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان المهنئين بالعيد بعد ظهر يوم الأحد بقصر منى وشمل الحضور أمراء ورجال دين وقادة عسكريين ووزراء وكبار المدعوين.
وقال الملك سلمان (83 عاما) في كلمة نقلتها روتيرز عن التلفزيون إن السعودية ;أدّت واجبها مرضاةً لله سبحانه ورحّبت بضيوف الرحمن دون استثناء ووفرت لهم كل الخدمات التي تعينهم على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وأمن وطمأنينة;
ويمثل الحج عماد خطة للتوسع في السياحة في ظل حملة لتنويع اقتصاد المملكة بدلا من الاعتماد على النفط. ويدر الحج ورحلات العمرة على مدار العام مليارات الدولارات من إيرادات إقامة الحجاج وانتقالاتهم ومصروفاتهم وما يشترونه من هدايا، ويهدف المسؤولون لزيادة عدد الزائرين للعمرة والحج إلى 15 مليونا وخمسة ملايين على الترتيب بحلول العام 2020 وزيادة عدد المعتمرين إلى 30 مليونا بحلول 2030.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاعلامي