للمرة الأولى منذ أزمة الاتفاق النووي.. إيران تعلن عن إنتاجها النفطي
عانت إيران من تبعات العقوبات الأمريكية المرتبطة ببرنامجها النووي منذ بدايات البرنامج، حيث كان قطاع الصناعات النفطية هو المتضرر الأكبر من سلسلة العقوبات الأمريكية الغربية على البلد النفطي ذي الاحتياطيات الكبيرة، والتي عملت حكومات الملالي على توجيهها لخدمة مصالح الطبقة الحاكمة ومشاريعها العدوانية التوسعية على حساب رفاهية الشعب الإيراني ومعيشته.
ومنذ الأزمة الأخيرة وبعيد انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي مع ايران، لجأت طهران إلى إخفاء كمية الإنتاج اليومي من النفط الخام بهدف إخفائه بغية الالتفاف على العقوبات الأمريكية، فذهبت إلى إخفاء كميات كبيرة من النفط وتخزينها في المخازن الأرضية وفي ناقلات النفط في أعالي البحار.
ويبدو أن القدرة التخزينية الإيرانية، بدأت بالتراجع بحيث عجزت السلطات الإيرانية عن إيجاد تصريف مناسب لتلك الكميات الكبيرة مع ازدياد مخاوف الدول من تبعات العقوبات الأمريكية، فبدأت إيران بتخفيض إنتاجها اليومي مدفوعة بتراكم الكميات بالإضافة للتراجع التقني في قدرات الحفر والانتاج مع تزايد العقوبات على كل دولة أو شركة تتعامل مع طهران.
وكشف كبير مستشاري المرشد الإيراني للشؤون العسكرية اللواء يحيى رحيم صفوي عن حجم صادرات إيران النفطية.
وقال المسؤول الإيراني،وفقاً لما نقلته عنه RT، إن حجم صادرات البلاد من النفط الخام في الوقت الراهن لا يتجاوز مستوى الـ 700 ألف برميل يومياً.
من جهته، دعا صفوي الشعب الإيراني للتكاتف والصبر لمواجهة العقوبات الأمريكية، وقال: “لا يمكن للحكومة أن تفعل كل شيء لوحدها في ما يخص إدارة البلاد.
سابقاً كان عدد سكان إيران 36 مليون نسمة وكنا نصدر 6 ملايين برميل من النفط، أما الآن فنحن نصدر أقل من 700 ألف برميل يومياً، ونعمل على إدارة أكثر من 80 مليون نسمة، إذا تعاونا معا سنمضي قدماً على طريق التطور والإعمار”.
وهذه المرة الأولى التي يصرح فيها مسؤول إيراني رفيع المستوى بحجم الصادرات النفطية منذ فرض العقوبات الأمريكية، حيث تحجم طهران عن إعلان رقم صادراتها كي لا تتيح لواشنطن الكشف عن آلياتها للالتفاف على العقوبات.
يذكر أن تقريراً لموقع راديو فردا، نقل عن شركة كبلر الدولية لمعلومات الطاقة وتعقب الناقلات أن مخزونات البترول في البر بلغت 61.6 ملیون وعلى السفن العائمة 38 مليون برميل على التوالي. وفي سبتمبر، بلغ مجموع النفط المخزن 104 ملیون برميل.
ويعني تقرير كبلر الذي نقلته قناة الحرة، أن أيام الإفراط في الإنتاج في حقول النفط الإيرانية قد ولّت، وأن طهران لم يعد لديها مساحة لتخزين فائضها الخام.
ونقل الموقع عن الشركة أن إيران صدرت 277 ألف برميل يومياً في يناير. وبالمقارنة مع حقبة ما قبل العقوبات، تظهر البيانات انخفاضاً بمقدار عشرة أضعاف في صادرات النفط الإيرانية.