لوحة “خلق آدم” لمايكل أنجلو في منهاج مدرسي تثير غضب سودانيين
مرصد مينا – السودان
أثارت لوحة “خلق آدم” للفنان الإيطالي الشهير”مايكل أنجلو”، وضعت في كتاب التاريخ المقرر للصف السادس الأساسي، موجة من الغضب في الشارع السوداني، استهدفت مدير المناهج والبحث التربوي السوداني “عمر أحمد القراي”، وصلت لحد التهديد بالقتل.
واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بحملات متباينة، طالبت إحداها عبر وسم “إزالة القراي” بإقالته، واتهمته باستغلال المناهج لنشر “الفكر الجمهوري” لمؤسسه “محمود محمد طه”، الذي أعدم خلال فترة حكم الرئيس الأسبق “جعفر نميري” إبان تحالفه مع التيار الإسلامي بقيادة الدكتور حسن الرتابي، بينما ترى حملة أخرى مؤيدة ل”القراي” في إعادة كتابة المناهج ذات الصبغة «الإخوانية» واحداً من أهداف الثورة التي أسقطت النظام الإسلاموي الذي كان يحكم السودان، وإزالة ظلاله «المتطرفة» التي حاول النظام المعزول فرضها على التدين السوداني المتسامح.
وفي الحملة الثالثة شن إسلاميون ودعاة محسوبون على نظام الرئيس المعزول “عمر البشير”، حملات تحريض ووعيد، بلغت حد التهديد بالقتل وتحريم تدريس منهج أكاديمي.
من جهته، يدافع مدير المناهج والبحث التربوي ومؤيدوه عن الفكرة، بأن اللوحة عمل فني «مهم» يعبر عن مرحلة من مراحل تاريخ الفن تستحق الدراسة، وأنها مجرد عمل فني لا علاقة له بالتفاسير الدينية، وأن الحملة يقودها أنصار النظام المعزول الذين صاغوا المناهج التعليمية وفقاً لرؤاهم الدينية، تتخذ من اللوحة ذريعة للحيلولة دون المساس بالمناهج التي أعدوها.
لوحة “خلق آدم” التي أثارت الجدل، تعد واحدة من أعظم الكنوز الفنية في العالم، وهي معلقة على سقف كنيسة “سيستين” في الفاتيكان، وفسرها نقاد الفن بأنها «صورة تشريحية دقيقة للدماغ البشري مرسومة على شكل الإله»، وقالوا إنها تجسد التكوين التشريحي الداخلي للدماغ، بما يجعل “يد الإله” الممتدة لآدم دون أن تلمسه، تبدو كإشارة دماغية تنقل الحياة للرجل الذي يمثل “آدم”.
وجاء الانتقاد للوحة في السودان، باعتبارها تجسيداً للذات الإلهية بشكل أساسي، في إشارة اعتبرها كثيرون مناوئة للدين الإسلامي.
يذكر أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك اختار في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، الخبير التربوي “عمر القراي”، مديراً للمركز القومي للمناهج والبحث التربوي، التابع لوزارة التربية السودانية، وأوكل له مهمة إعادة كتابة المناهج المدرسية وتطويرها وتنقيتها من «الآيديولوجيا الإخوانية» التي اتسمت بها طوال ثلاثين عاماً من حكم الإسلاميين للسودان.
ويعتبر “القراي” واحدا من كبار الاختصاصيين في المجال التربوي والمناهج، فهو حاصل على دكتوراه التربية من جامعة أوهايو في تخصص علم المناهج، وعمل في العديد من المنظمات المحلية والدولية والجامعات كأستاذ مشارك، إلى جانب عمله مستشاراً خاصاً في مجال التعليم والمرأة وحقوق الإنسان.