fbpx
أخر الأخبار

لو أدرك نواف سلام ماهو عليه من قوّة

زاوية مينا

جاء من المقعد الأعلى شأناً في محكمة العدل الدولية، ووصل باستبشار وترحيب لبنانيين، وصفه البعض بـ “المنقذ”، وراهن البعض على نزاهته، وذهب البعض إلى أنه سيكون الأقوى بمواصفاته، وسيزيده قوّة رئيساً لبنانياً جاء من مؤسسة الجيش اللبناني، الكيان اللبناني الوحيد المستقل عن كيانات الطوائف، وبمحصلة الصفات والمواصفات وعوامل القوّة تفاءل الكل بأن الرجل سيشكل وزارة نظيفة من المحسوبيات، تستقوي بالإصلاح بعد سنوات الخراب.

لا الصفات نفعته، ولا الرئيس الداعم انتشله، أما عن الوزارة فلم يصعد دخانها الأبيض في بلد نام سنتين بلا رئيس، ولابد يخاف من أن ينام مثلها بلا وزارة، فيما شؤون الناس معلّقة، والملفات الكبرى مؤجلة، ومصائر الناس في هبوب الريح.

ودائماً، الثنائي الشيعي هو المعطّل.

يعطّل بحثاً عن وزارة تُعطّل، ويعطّل استثماراً بالقوّة، بعد أن تساقط سلاحه وكان لهذا أن يشكّل عطباً في قوّته، ويُعطّل ربما بقوّة “الإيهام” وهو ما تبقى له من قوّة.

ربما هذا مالم يفهمه الرئيس المكلّف نواف سلام، فالرجل ربما مازال تحت ذاكرة الأمس دون أن ينتبه لأدوات قوّته، تماماً كما لم يلتفت بما يكفي لضعف الثنائي وقد:

ـ جُرّد من سلاحة، وجُرّد من قياداته، كما جّرّد من جمهوره بما لا يبقي من هذا الجمهور سوى القمصان السوداء وركيبة الموتوسيكلات فيما البيئة الشيعية التي أضيعت ممتلكاتها، وزهقت أرواح أبنائها، ولم يأخذوا من حزب الله سوى الأكفان والمقابر، قد تخلّت عنه، أو كادت أن تتخلى وتخليه من وجدانها، ولو لم يكن الأمر كذلك لكان بمقدور حزب الله، إعادة جثمان حسن نصر الله المودع في مدفن، لنقله إلى مدفنه حيث الاحتفال والهتاف واللطم والندب.

ولولا ذلك لما استطاع الجيش اللبناني سحب ما يكفي من سلاح حزب الله وقد استوطن في أقبية الجنوب، بما جعل “الوطن” اقوى من “الحزب” والجيش أقوى من الميليشيا، ودحر حزب الله بحيث لا يتبقّى له من “أمجاد الماضي” سوى “مجد الوهم والأكذوبة”، وكلها أسئلة مطروحة على نواف سلام، ابن العائلة السنيّة الأكثر احتراماً في لبنان، وخريج المؤسسة الدولية الأكثر كرامة وهيبة من بين المؤسسات الدولية، فما الذي يبقي ابن “سلام” رهينة لمحمد رعد الموصوف بالحائط، فيما يذهب شاتموه إلى وصفه بـ “بالبغل”؟

ـ إنه الوهم.
نواف سلام مدعو أولاً وأولاً وأولاً للاغتسال من الوهم.
كل ماعليه أن يدرك مكامن قوّته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى