لو كان يخجل
كذلك للخجل علاقة بحماية الاوطان، فيما غيابه يدمّرها، ومن الواضح من كل الغامض، أن حزب الله وحلفائه يفتقرون إلى الخجل، حتى ولو كانت أهدافهم “سامية”، وهي ليست “سامية ولا بحال، فإذا كانت فلسطين هي “مربط خيل العرب”، فقد انتزع حزب الله من فلسطين أولويتها في ضمير العرب، حتى بات الخلاص منه أولوية تتجاوز فلسطين، وبات حضوره أشدّ كربًا وبشاعة من أي احتلال بمن فيه الاحتلالات الإسرائيلية، وقد :
ـ أحال بيروت من منارة للعرب، إلى حاوية للسلاح، وحاوية للاستبداد، وألغى من بيروت شرطها “مطبعة، مصرف، ملجأ لمن لاصوت له لتكون صوته”.
ـ دخل دمشق، فحوّل الحميدية من “شبّابة” ترقص على ايقاعاتها بنات يطمحن للحياة إلى لطميات تستعيد من التاريخ أردأه، وأطفأ ثورة شعارها الحرية، وهاجسها الكرامة الوطنية متحالفًا مع كل سواد هذا العالم بدءًا من سواد قممصانه وعقيدته.
ـ دخل اليمن، ليحال “اليمن السعيد” إلى يمن الحوثي.. يمنًا للسلاح والاقتتال واستعصاء أي وفاق وطني.
ـ فعل في العراق مالم يفعله هولاكو، ولو كان بوسعهم أن يقدموه لقمة للخمينية لما تباطأوا.
واليوم، هذا واحد من حلفائهم، المذيع “المهضوم” وقد بات الوزير “الكهل” المتعجرف، يغلق ما تبقى من بوابات اللبنانيين:
ـ بوابات العمل.
ـ بوابات التحويلات المالية.
ـ بوابات الوفاق الوطني.
ويتمسك بموقفه باعتبار”بشار الاسد” رجل العام وكل الأعوام السابقة واللاحقة، فيما حسن نصر الله غطاءه وقد تحوّل من مذيع فوازير إلى وزير فزورة، وزير مخلب.
لنقل أنه “على حق” بموقفه من المملكة العربية السعودية، ولنقلها “افتراضًا” لا تأكيدًا، و “على حقه ” هذا أدى فيما أدّى اليه من أذية لكل اللبنانيين، وكل المطلوب منه أن يتقدم باعتذار صريح أو استقالة صريحة من حكومة هي آخر عكّاز للبنانيين لفتح نافذة في كل هذا الاستعصاء القاتل، فما الذي حال دون ذلك.
يقول أنها مسألة “كرامة وطنية”، أية كرامة ستتبقى لشعب بات مهجورًا من الخارج، ومحتلاً من الداخل، وغائبًا عن الحضور سوى بحضور كبتاغون حزب الله وسلاح حزب الله، وبالموت النهم الذي إن لم يكن بالسيف فموت بغيره؟
رجل يتسبب بكل هذا العناء كيف يحلو له النوم فوق كل هذا الركام من الصراخ في مواجهته؟
ـ لو كان يخجل.
نقولها ثانية:
ـ لو كان يخجل.