fbpx
أخر الأخبار

مادامت قوى السلام بلا صوت

زاوية مينا

حزب الله يبحث عن الحرب، وهو محق فيما يبحث، فإذا ما أسقط سلاحه أسقط هويته وسبب وجوده، كما أسقط أنصاره الذين يحملون سلاحه وسيقضون بسلاحه، وبقية اللبنانيين لا يريدونها، وهم على حق.

فالحرب تعني بالنسبة إليهم إبادة ما لم يبده الفساد، لتأتي على البقية الباقية من لبنان، و بين من يريد الحرب ومن لايريدها، ثمة الصامتون الذين يكتوون على الميلين فإن مالوا للحزب أكلهم خصومه، وإن مالوا لخصوم الحزب اكلهم الحزب، وما على هؤلاء سوى الاستهداء بالقاعدة المغاربية الشهيرة:

ـ الله ينصر من انتصر.

وفي كل الحسابات، إذا وسّع حزب الله في معركته فلابد أنه سيؤذي إسرائيل، وإذا استجاب الإسرائيلون لتوسيع الحرب فلن يتبقّى من لبنان سوى الأطلال، وكلا الحربين تخسير للخاسر، غير أنها لابد ضرورية لكل من:

ـ يمين إسرائيلي عقيدته في الحرب بدءاً من التأسيس.

وفصيل إسلامي ليس له من طريق إلى الله سوى الموت والاستشهاد.

يحدث هذا فيما اللبنانيون يعرفون بالتمام والكمال، أن سطوة حزب الله على مقدراتهم لا تقل عن أيّ احتلال، ويحدث هذا فيما يدرك الإسرائيليون، عموم الإسرائيليين أن الإسرائيلي المحارب سيبقى الإسرائيلي وراء الأسوار، ما يعني الإسرائيلي السجين.

لا هذا سيكسب الحرب ولا ذاك، والرابح الوحيد هو حصة الموت وقد اختبرت الحرب بدءاً من 1948 مروراً بـ 1956 وصولاً إلى حرب 1973 ودون نسيان الاجتياح الإسرائيلي للبنان ولاحقاً حربان واحدة اسمها تموز 2006 والثانية اسمها طوفان الأقصى، و ما من رابح لحرب وما من رابح لمعركة ما بين الحروب، فالكل اصبعه على الزناد، والكل يعد الكل بالإبادة وهذه هي النتائج.

ـ حياة معطّلة واقتصاديات منهارة، واحتقانات أهلية تضع الكل على حواف الحروب الأهلية ولا نستثني إسرائيل من احتمالاتها، فالشارع الإسرائيلي منقسم على نفسه، وما الاسمنت الماسك له اليوم سوى شعار:

ـ العدو وراء الأسوار.

في لبنان، قد تؤدي الحرب إلى التقسيم، وهاهي أصوات “الفدرلة” ترتفع، وفي إسرائيل لابد ويشتبك الحريديم مع البقية الباقية من اليهود، وفي كل من ضفتي الحرب:

ـ بشر إما تحت السلاح وإما احتياطي سلاح في اطول الحروب واكثرها انعداماً للنتائج، فلا مهزوم يذعن للهزيمة وما منتصر يرفع عنقه إلى الاعلى تعبيراً عن الانتصار.

لغة السلاح هي الأقوى حتى اللحظة من بين جميع اللغة، فيما لغة السلام ماتزال إما خجولة وإما حكر على انظمة وحسب.التجربة تقول بلا جدوى كل الخنادق، والتجربة تقول بـ “لامنتصر” في هذه الحروب، والتجربة تقول:
ـ قوى السلام ما تزال بلا صوت هنا وهناك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى