fbpx
أخر الأخبار

ماذا لو وقعت الحرب

“الاخترقات الأمنية وصلت إلى لحية خامنئي”، يقول لنا ذلك معارض ايراني مقيم في برلين، ويتوقع أن يعقب هذه الاختراقات الأمنية المتوالية وآخرها وقع أمس مستهدفًا شخصية وازنة في الحرس الثوري على الحدود العراقية السورية، يؤكد هشاشة الحال الأمني الذي تعانيه طهران، وسيترافق ذلك مع احتمالات حرب مفتوحة على إيران (ولو كانت توقعاتها ضعيفة) ذلك أن حربًا على إيران ستعني حربًا مفتوحة، بعد الحرب الاستخبارية التي تشن عليها، وإذا ماكان ثمة احتمال لمثل هذه الحرب ، فقد تقع مابين ليلة وأخرى، ونقصد ماقبل انتهاء ولاية رونالد ترامب، الأكثر عزمًا على تعرية ايران من سلاحها وسطوتها على المنطقة، وهذا الاحتمال ستؤكده حالة الاستنفار الذي استعرضه حزب الله في لبنان، ومن ثم بعث برسالة الى صحيفته المعتمدة، وهي صحيفة الاخبار اللبنانية، التي حملت وعلى لسان رئيس تحريرها ابراهيم االأمين قائمة بأنواع الأسلحة التي تمتنلكها إسرائيل، وكأنما يبعث لإسرائيل برسائل يقول فيها أنه على اطلاع بما تمتلكه اسرائيل من أسلحه، وبالنتيجة فحزب الله يعرف كيفية الرد.
الغليان العسكري بات أشد ارتفاعاً من أي يوم مضى، واحتمالات الحرب لم يعد مستبعدًا مع أن مجموع المتوفر من معلومات يقول بأن إيران لن تبادر الى مثل هذه الحرب، فهي تتلقى الضربة وراء الضربة، ومع كل ضربة تصرخ بـ “الصبر الاستراتيجي”، وهو التعبير الذي يؤكد هشاشة العسكرة الايرانية بمواجهة القوات الأمريكية أو الاسرائيلية، وهذا أمر لابد ويحرج القيادة الايرانية مرتين:
ـ مرة أمام الشعب الايراني الذي لابد ويسقط هيبة قيادته أرضًا.
وثانية أمام خصومها من دول الخليج العربي، وكانت طهران قد مثلت ابتزازاً صريحاً لهذه الدول عبر استعراضها للقوة، خصوصاً القوة البحرية.
في حال كهذا ما الذي يمكن أن تفعله القيادة الايرانية؟
دون أدنى شك، فإنها ستوسع حملات الاعتقالات في الداخل الايراني بحجة (التعامل مع إسرائيل)، ما يعني أنها ستستعيد هيبة جهازها الأمني بدموية النظام وأجهزته بمواجهة الحياة السياسية الايرانية والتي قد تطال القيادات الاصلاحية من داخل النظام، كما من المتوقع أن يشن الحرس الجمهوري حملات اعتقال داخل صفوف الجيش الرسمي، والذي لابد ويحمل تيارات معارضة لسياسات الملالي، وهو جيش بني في ظلال الشاه، وبالنتيجة فالملالي سطو عليه سطوًا.
أما عن “الصبر الاسترتيجي”، فقد ينفذ هذا الصبر لتقوم ايران وعبر اذرعها في لبنان واليمن والعراق، باستهداف شخصيات من دبلوماسيين أو عسكريين بالاغتيالات وهذا يعني زج ايران في حرب مفتوحة، أقله في الايام المتبقية من ولاية دونالد ترامب، وهذا لابد وأن يترك ارثاً ثقيلاً على جو بايدن، ما يعني أن بايدن سيكون مرغماً على اتباع سياسة سابقه في محاصرة ايران والتضييق عليها وصولاً للخيار العسكري بمواجهة برنامجها النووي.
الاحتمالات مفتوحة.
ليس ثمة يقين واحد سوى:
طهران بيت العنكبوت وبهشاشته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى