ماذا يحدث في سوق العملات الرقمية؟
مرصد مينا
تراجعات حادة يشهدها سوق العملات المشفرة وسط هجرة جماعية للمستثمرين الصغار الباحثين عن الخروج بأقل الخسائر.
الأسبوع الحالي كان أحد أسوأ الفترات على مستثمري العملات المشفرة على الإطلاق، مع وصول القيمة السوقية لها لمستوى دون تريليون دولار أمريكي، لأول مرة منذ مطلع 2021، ففي ختام تعاملات أمس الخميس، انخفض إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة إلى 886 مليار دولار، وسط عمليات تخارج حادة وبيع مهما بلغت الخسائر.
تقارير اقتصادية أشارت إلى أن السبب في هذه الأزمة يعود إلى قضايا شح السيولة في بورصة FTX العملاقة، وتراجع منصة فاينانس عن شرائها لوجود فجوات مالية تتجاوز قيمتها 8 مليارات دولار في البورصة.
في الأيام الماضية، كانت هناك مخاوف متزايدة بشأن الإفلاس الواضح لشركة FTX، وما يزال سعر الرمز المميز الأصلي لشركة FTX في حالة انخفاض متواصل، مسجلا تراجعا تجاوز 80% في 5 أيام فقط.
من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة Binance Changpeng والمعروف بـ “CZ”، إنه نتيجة إلى أحدث التقارير الإخبارية المتعلقة بأموال العملاء التي أسيء التعامل معها وتحقيقات الوكالة الأمريكية المزعومة، قررنا أننا لن نتابع الاستحواذ المحتمل على FTX.com.
وإمبراطورية التشفير العظيمة “FTX” التي بناها Sam Bankman-Fried تنهار بسرعة اليوم، إذ تراجعت ثروته بسبب هبوط الرمز الخاص بشركته بنسبة 94 بالمئة إلى 990 مليون دولار.
أمام هذه الأزمة في البورصة، أصيبت العملات المشفرة بالعدوى، وتسارعت الانخفاضات الحادة في أسواق بيتكوين، وإيثيريوم وآلاف العملات الأخرى.
بيتكوين تراجعت بأكثر من 18 بالمئة خلال الأيام الخمسة الماضية، مسجلة مستوى 15.5 ألف دولار، أدنى مستوى منذ مطلع 2021.
وفقدت بيتكوين، العملة المشفرة الأكثر شهرة، حوالي 63 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام الجاري، من متوسط 50 ألف دولار، ومتراجع بأكثر من 75 بالمئة منذ نوفمبر/تشرين ثاني 2021، البالغة حينها 67.7 ألف دولار.
لكن سوق العملات المشفرة له تاريخ طويل من التقلبات الشديدة، وهو ما لا يبحث عنه المستثمرون في ظروف السوق غير المؤكدة، ما يعني أن احتمالية ارتداد السوق صعودا قد يكون حاضرا في الفترة المقبلة.
وبينما تبلغ القيمة السوقية للعملات المشفرة اليوم مستوى 885 مليار دولار، إلا أنه أقل بنسبة 73 بالمئة مقارنة مع الذروة التاريخية المسجلة في نوفمبر 2021، البالغة حينها 3.09 تريليونات دولار.
وعلى الرغم من تراجع العملات المشفرة، إلا أن عديد المستثمرين يرون فيها فرصة للشراء، أو ما يعرفون بـ “صائدو الصفقات”، الذين يغامرون بالشراء خلال رحلة الهبوط، على أمل الارتفاع لاحقا.