ماذا يحصل في سجن غويران؟
مرصد مينا – سوريا
أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، دعم قوات التحالف لقوات سوريا الديمقراطية خلال تعاملها مع هجوم تنظيم داعش على سجن الحسكة، فيما لم تتضح بعد الصورة النهائية للمشهد هناك، ففي الوقت الذي تقول فيه قوات سوريا الديمقراطية بأنها سيطرت على السجن، تنفي مصادر حقوقية هذا الأمر وتؤكد أن تنظيم داعش مازال مسيطرا، فيما أوردت وكالات أنباء في خبر عاجل صباح اليوم السبت أن طائرات التحالف الدولي تقصف مبنى يتحصن به عناصر من تنظيم داعش بـ4 صواريخ بالقرب من السجن.
جون كيربي كشف أن الدعم كان عبر تنفيذ بعض الضربات الجوية، دون أن يقدم أي تفاصيل تتعلق بهدف الضربات أو نتائجها، فيما أسفرت الأحداث، عن موجة نزوح للمدنيين من حي الزهور، القريب من سجن غويران.
وفي وقت سابق، أعلن “داعش” عبر تطبيق تلغرام أن مقاتليه شنوا هجوما واسع النطاق على السجن الذي يضم الآلاف من المنتمين للتنظيم منذ مساء الخميس، وأن الاشتباكات مستمرة في مناطق قريبة وأحياء أخرى، فيما قالت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تسيطر على السجن الذي يحوي المئات من مقاتلي التنظيم المتشدد المعتقلين، إن “قواتها والأجهزة الأمنية تتعامل مع استعصاء جديد ومحاولة فرار نفذها ارهابيو داعش المعتقلين في سجن غويران”.
وأشار المركز الإعلامي لقسد في تعليق أولي حول الحدث بالحسكة، إلى أن المحاولة هذه جاءت بالتزامن مع تفجير سيارة مفخخة من قبل خلايا التنظيم الإرهابي بالقرب من مؤسسة “السادكوب” لتخزين وتوزيع المواد البترولية والقريبة من السجن.
كذلك لفت البيان حدوث اشتباكات ” مع عناصر لخلايا التنظيم الإرهابي تسللوا من الأحياء المجاورة” في اعقاب ذلك، مؤكدا انه “سننشر التفاصيل لاحقاً”.
في السياق نفسه أكدت مصادر حقوقية أن السجن ما يزال تحت سيطرة “داعش” مشيرة إلى أن 150 عنصرا من التنظيم فروا من داخل السجن، وألقي القبض على 130 منهم، بينما بلغت حصيلة القتلى في صفوف التنظيم 45 شخصا، وأوضحت أن عناصر “داعش” أخذوا عددا من العاملين في السجن رهائن، ولا يعرف حتى الآن إذا كانوا قد قتلوا.
ويعد غويران أكبر سجن من بين عدة سجون معروفة علنا أن قوات سوريا الديمقراطية تحتجز فيها الآلاف من مقاتلي “داعش”.
يشار أن تنظيم “داعش” سيطر على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، حتى طرد من هذه الأراضي بين عامي 2017 و2019 على يد عدة قوى، من بينها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن العراقية، لكن خلايا التنظيم تواصل شنّ هجمات في كلا البلدين.
ويشكك المتابعون في حقيقة ما يحدث ويربطونه بالتطورات الحاصلة في العراق، فهذا برأيهم يصب في مصلحة الميليشيات العراقية الموالية لإيران والتي تصر على التمسك بسلاحها خارج منظومة الدولة بحجة تنظيم داعش. وقد ارتفعت الأصوات العراقية، لاسيما بعد خسارة حلفاء إيران في الانتخابات، المطالبة بنزع ميليشيات الفصائل أو دمجها في الجيش العراقي.